أغلب المرضى يتناولون مجموعة من الأدوية لعلاج عدد من الأمراض في آن واحد فنسبة كبيرة من المرضى يكون مصابًا بالسكري بالإضافة إلى عدد من الأمراض منها على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الدهنيات في الدم، الروماتيزم، الربو، الحساسية وغيرها.
هنا يكون المريض تحت إشراف طبيبه المعالج الذي يأخذ بعين الاعتبار التداخلات الدوائية فيما بين الأدوية المصروفة، فيقوم الطبيب بعمل جدول يومي للأدوية يراعي فيه عدم تناول الأدوية في وقت واحد بحيث يوزعها على مدى اليوم، فأدوية السكري تكون في الصباح والدهنيات في المساء وأدوية الضغط منتصف النهار وإلى باقي الأدوية.
إما بالنسبة للأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبية وفي أغلب دول العالم تباع مباشرة وتكون موجودة على الرفوف الخارجية ويكون مكتوبًا فيها جميع المعلومات التي يكون المريض بحاجة إليها قبل شراء الدواء ولا داعي لقراءة النشرة الداخلية لأن المعلومات تكون مكتوبة بوضوح على العلبة الخارجية.
هنا سنتطرق إلى بعض الأدوية التي يجب الانتباه إليها وعدم الخلط فيما بينهما أو تناولهما معا.
تناول بعض الأدوية بدون وصفة طبية حلاً عملياً وسريعاً للتخلص من المشاكل الصحية الطارئة، ولكن الخلط بينها وبين أدوية علاجية أخرى قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. في ما يلي أنواع الأدوية التي عليك تجنّب الجمع بينها:
أدوية علاج البرد ومسكنات الألم
لا تخلط بين هذين النوعين من الأدوية، لماذا؟
تحتوي أقراص أدوية البرد التي تؤخذ لعلاج انسداد الأنف على الباراسيتامول، وهو علاج كلاسيكي لتخفيف الألم. لذا، يضاعف تناول أدوية علاج البرد والمسكنات في وقت واحد كميات الباراسيتامول في الجسم، ما يضرّ الكبد.
ما العمل إن حدث ذلك؟
عليك أولاً التوقف عن تناول الدوائين معاً. من ثمّ، عليك الحرص على قراءة النشرات الدوائية قبل استخدام أي دواء حصلت عليه بدون وصفة طبية. أغلب أدوية الزكام تحتوي على الباراسيتامول بالإضافة إلى أدوية الحساسية ومانعة الاحتقان مثل أقراص (كولد اند فلو) فتناولها بالإضافة إلى الباراسيتامول المنفرد يضر بالكبد.
الأسبرين ومضادات التخثر
الأسبرين خافض حرارة ومسكن ألم فعّال للغاية، وهو يعمل كمضاد للالتهابات (غير ستيرويدي) حين يؤخذ بجرعاتٍ كبيرة، وكمضادٍ لتجمّع الصفيحات الدموية لدى المصابين باحتشاء (لأنه يسيّل الدم) حين يؤخذ بجرعاتٍ صغيرة.
لا تخلط بينهما، لماذا؟
يزيد الجمع بينه وبين أدوية أخرى لها الخصائص نفسها كمضادات للتخثر خطر الإصابة بنزيفٍ غير مرغوب فيه خصوصاً على مستوى اللثة أو الغشاء المخاطي في المعدة (خطر الإصابة بقرحة)، أو نتيجة الإصابة بجرح بسيط.
ما العمل إن حدث ذلك؟
غالباً ما يتخطّى الجسم هذه المشكلة إن كان الجمع بين الدوائين حدث لمرةٍ واحدة فحسب، ولكن استشارة الطبيب ضرورية في حال حدوث نزيف. والأهم هو التوقف عن تناول الدوائين معاً. كما يُفضّل استخدام الباراسيتامول بدلاً من الأسبرين للتخفيف من أوجاع الرأس.
الأدوية المضادة للحساسية والمهدئات
ينتمي كثير من الأدوية المضادة للحساسية إلى فئة مضادات الهستامين التي توقف إنتاج الهستامين وتعالج ردود الفعل التحسسية مثل التهاب الأنف التحسسي ولدغات النحل والتهاب الملتحمة.
لا تخلط بينهما، لماذا؟
المشكلة هي أن لقِدم هذه الأدوية (ومنها ما لا يزال متوافراً في الأسواق كالـ Polaramine مثلاً) تأثير مهدئ. لذا، قد يسبّب أخذها مع دواء مهدئ (كالبنزوديازيبينات مثلاً) نتائج وخيمة، لأنها تزيد خطر الإصابة بالنعاس وقلة الإنتباه (وهي مشكلة كبيرة لمن يقودون السيارة) وخطر سقوط كبار السن.
ما العمل إن حدث ذلك؟
تجنب القيادة تماماً واستشر طبيبك على الفور. ثم استبدل مضاد الهستامين الذي تتناوله بدواء أحدث (لا تأثير مهدئاً لمضادات الهستامين الجديدة).
أدوية علاج الانتفاخ والمضادات الحيوية
تُستخدم الأدوية المحتوية على السيميثيكون (وهو أحد أنواع السيليكون) لعلاج الانتفاخ عبر تقليل وقت الهضم. النتيجة: تقلّ قدرة الجسم على امتصاص كثير من الأدوية، ما يحدّ من فعاليتها! وهذا يعني أن علاج إلتهاب الأنف والحنجرة أو العدوى الرئوية أو البولية عبر تناول المضادات الحيوية لا يعود ممكناً.
ما العمل إن حدث ذلك؟
حدّد إذا كان دواء علاج الانتفاخ ضرورياً أم لا، وفكّر في إمكان الإستغناء عنه لبضعة أيام. في حال تعذّر ذلك، تناول الدوائين في فتراتٍ متباعدة (كأن تتناول دواء علاج الانتفاخ قبل ساعة أو بعد ساعتين من تناولك المضاد الحيوي).
تؤثر الأطعمة كذلك في فعالية الأدوية. فالشاي مثلاً يحدّ من قدرة جسمك على امتصاص الحديد الذي يُعطى لعلاج فقر الدم. تجنّب كذلك شرب عصير الجريب فروت مع كثير من الأدوية، وخصوصاً أثناء العلاج بالعقاقير المخفّضة للكوليسترول. ويُفضّل عدم تناول عرق السوس مع أدوية علاج ضغط الدم المرتفع لأنه يرفع ضغط الدم!
إبراهيم علي ابورمان
صيدلاني
المملكة الأردنية الهاشمية