النساء أكثر مناعة

حاول تحليل لـ BBC Future التعرف على التأثيرات المختلفة فيروس كورونا COVID -19 على الرجال والنساء. وتناول التحليل التأثيرات من نواحي متعددة صحية، واجتماعية، واقتصادية.

وأكد التحليل أن للفيروس تأثيرات متعددة صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وغيرها تختلف باختلاف الناس، وأشار إلى اختلاف التأثير الصحي من حيث النوع (رجال، ونساء) موضحًا إن أحد أكثر الاختلافات اللافتة للنظر التي ظهرت حتى الآن هو الفريق بين معدلات وفيات الرجال والنساء.

وبيّن التحليل أن عدد الموتى من الرجال في الولايات المتحدة هو ضعف عدد النساء، وأن 69 % من جميع الوفيات الناجمة عن فيروسات التاجية في جميع أنحاء أوروبا الغربية كانت من الذكور. وأشار إلى وجود أنماط مماثلة في الصين وأماكن أخرى.

وهذا دفع فريقا من الباحثين بقيادة أنّا بوردي، من كلية لندن الجامعية، إلى دراسة أسباب الاختلافات بين الجنسين في معدلات الوفيات والإصابات في مختلف دول العالم.

ويعلل فيليب غولدر، أستاذ علم المناعة بجامعة أكسفورد، ذلك بالقول إن اللقاحات والعدوى تستحث استجابة مناعية أكثر عنفًا وفعالية لدى النساء بشكل عام مقارنة بالرجال.

وقد يرجع ذلك إلى أن النساء يحملن نسختين من كروموسوم إكس، في حين يحمل الرجال نسخة واحدة فقط. ويحمل الكروموسوم إكس الجينات المسؤولة عن تشفير البروتين الذي يمكّن الجهاز المناعي من التعرف على الفيروسات، مثل فيروس كورونا. ولهذا تكون الاستجابة المناعية تجاه فيروس كورونا أقوى مرتين لدى النساء.

ويعزو آخرون هذه الاختلافات إلى الأنماط السلوكية للجنسين، مثل التدخين الذي يؤثر على شدة الأمراض المزمنة، كأمراض القلب والرئة والسرطان. ويقول غولدر إن هذه السلوكيات تفاقم آثار العدوى على الجسم.

ويظهر هذا الأثر بوضوح في بعض الدول، مثل الصين، التي يدخن فيها 50 % من الرجال، مقارنة بنحو خمسة % فقط من النساء.

وأكد التحليل أنه لا يوجد ما يكفي من الأدلة في هذه المرحلة من الوباء لتوضيح ما إذا كان هذا نتيجة الاختلافات البيولوجية أو السلوكية أو إذا كان التأثير مزدوج الأسباب.