فرضت التدابير الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد COVID -19 عزلة منزلية على الكثير من الناس حول العالم، وحُولِت منازل بعضهم لمكاتب عمل يباشرون أداء واجبهم الوظيفية فيها عن بُعد، كما اتجاه آخرون لمشاهدة التلفاز بكثرة، ومارس آخرون القراءة، فضلًا عن متابعة أغلب الناس لأخبار الفيروس عبر شاشات هواتفهم أو شاشات التلفزة.
الأنشطة والممارسات رفعت من انتشار إجهاد العين في الآونة الأخيرة – الذي يعد أمرًا شائعاً – وفقًا لكاثلين ديجر، رئيسة قسم الصداع والطب العصبي للعيون في مركز جون موران للعيون بجامعة يوتا الأمريكية.
ونقل موقع عربي بوست جزءًا من حوار كاثلين، التي تعمل أيضاً رئيسة الجمعية الأمريكية للصداع مع مجلة Allure الأمريكية الذي أوضحت فيه بأنها ليست متفاجئة من عدد الأشخاص الذين يشكون زيادة نوبات الصداع في الوقت الحالي، لأنَّ كثيراً منا بات يعمل من المنزل، وصرنا نقضي وقتاً أطول بكثير على أجهزتنا.
وأضافت: "قد يسبب إجهاد العين أيضاً صداعاً قائماً بذاته. فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي، إنَّ إجهاد العين أو الجفاف يمكن أن يتسببا في الإصابة بالصداع" وتابعت: "عند الشعور بجفاف أو ألم في عينيك، فإنَّها ترسل إشارة ألم إلى دماغك وأيضاً إلى المنطقة ذاتها من المخ التي تتعامل مع نوبات الصداع النصفي".
يمكن لاستخدام الإلكترونيات أن يزيد الحالة سوءاً، فنظراً لأن الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي غالباً ما يكونون أكثر حساسية بصرياً، خاصةً للضوء الأزرق، يمكن للأجهزة الإلكترونية أن تسبب لهم مزيداً من الصداع.
قراءة كتاب أو النظر إلى شاشة الكمبيوتر يمكن أن تسهم في إصابة العينين بالجفاف، وتوضح كاثلين، قائلة: "عند القراءة أو التحديق لفترة طويلة في جهاز الكمبيوتر، لا ترمش عيناك بالقدر ذاته. عادةً ما ترمش العين مراراً في الدقيقة الواحدة، لكن في بعض الأحيان (أثناء النظر إلى الشاشة) يتباطأ هذا المعدل الطبيعي، ومن ثم تُصاب عيناك بالجفاف".
وأضافت لجينيفر ستون، اخصائية عيون في ولاية ماريلاند إلى ذلك ارتداء المساعدات البصرية من نظارات أو عدسات، قائلة: "إذا كنت ترتدي نظارة غير مناسبة لك، ما يعني أنَّ كشف النظر الذي خضعت له لم يكن دقيقاً، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بإجهاد العين نتيجة لما تتعرض له من إرهاق ومجهود كبيرين".
وأضافت أن الشيخوخة وتحديداً في الأربعينيات، من المحتمل أن تتضرر قدرتنا على التركيز على الأجسام القريبة؛ وحينها تصبح أشياء بسيطة مثل القراءة على الهاتف أو جهاز الكيندل، أي على بعد سنتيمترات قليلة، مهام شاقة.
وقالت لجينيفر أن إجهاد العين قد يتسبب أيضاً في الإصابة بالدوخة. لأن النظام البصري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمهام التي تتطلب معالجة عصبية؛ مثل القراءة، والحفاظ على التوازن، والاتزان. وأضافت: "غالباً ما يصاب الشخص بدوخة عابرة بعدما تمر العين بإجهاد بصري لفترة طويلة، مثلما يحدث عند النظر لأعلى بعد قضاء وقت طويل محدقاً في جسم قريب".
وختم تقرير عربي بوست بأهمية استشارة طبيب العيون لاستبعاد أي حالات مرضية محتملة.