مع تزايد الوعي الصحي في المجتمع وتنامي الادراك حول ضرورة ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة، نلحظ اقبالًا جيدًا على النوادي الصحية (قبل أزمة الكورونا) وعلى المدربين الرياضيين لإعداد برامج رياضية وغذائية تتناسب مع أهداف الفرد الرياضية، وهي دلائل على تطور في الوعي الرياضي.
الأهداف الرياضية بالإمكان تحقيقها لو اخترنا الوسيلة الصحيحة، ومنها بدء ممارسة الرياضة والجدول الغذائي المناسب الذي يتناسب مع جسم الفرد وهدفه الرياضي. ولكن للأسف أرى مشكلة حقيقية تتعلق بالبرامج الرياضية التي تقدم للأفراد سواء من بعض المدربين أو حتى من مطاعم الوجبات الصحية التي بدأت تنتشر بشكل ملحوظ اليوم.
أخبرني أحد الأصدقاء أنه اشترك في أحد مطاعم الوجبات الصحية مؤخرًا بغرض إنقاص وزنه الزائد بشكل كبير وفعلًا تم تزويده ببرنامج غذائي لكي يلتزم به، والمفاجأة أن صديقاً آخر اشترك مع ذات المحل وكان هدفه البناء العضلي أُعطي الجدول ذاته دون أي زيادة أو نقصان، والمضحك في الأمر أن إدارة المطعم أنشأت مجموعة واتساب للتواصل مع بعض المشتركين في وجباتهم الصحية وجميعهم يحصلون على ذات الوجبات وذات السعرات الحرارية وهذه خسارة كبيرة في الجهد والمال والوقت.
لا يمكن تقديم جدول غذائي متشابه لجسمين مختلفين تمامًا في الوزن والطول وفي الأهداف أيضاً، وهذا للأسف ما يقوم به الكثير من المدربين الذين يبيعون برامج تغذية وتمارين بمبالغ مالية وهي غير دقيقة لأنها غير مبنية على احتياجات الشخص ولا وضعه الجسماني الحالي.
أعزائي،، البرنامج الغذائي هو فردي بالدرجة الأولى، ويقدم بعد أخذ كافة المعلومات المتعلقة بالوزن، والطول، والمقاسات والبعض يطلب تحليل شامل عن وضع الجسم الحالي (نسبة العضل، الدهون، الماء والخ..) وأيضًا من الضروري معرفة نمط حياة الشخص اليومي ومدى المجهود الذي يبدله، وما يحب وما لا يحب من وجبات، فالبرنامج اليومي يكتب ليكون نمط حياة للشخص صاحب الهدف حتى يكون جاهز نفسيًا للوصول للهدف المطلوب.
وللأسف البعض لا يدرك أهمية ما سبق، ونلاحظ أنهم يتجهون لبعض المدربين في وسائل التواصل الاجتماعي لطلب جدول غذائي لإنزال الوزن دون توفير المعلومات المطلوبة، فالمدرب الذي يبحث عن الربح المادي سوف يزودهم بجدول Take away والمدرب الذي يحترم الرياضة سوف يطلب منهم المعلومات الهامة أولًا. فالوعي الرياضي مطلوب من الجميع لكي لا نقع ضحية الجهل وعدم إدراك المسائل بشكل صحيح.
أحمد آل نوح
مدرب حياة صحية