ألم السرطان.. هل يُمكن تخفيفه؟... د. ساجدة سبت

ليس كل من يعاني من الإصابة بمرض السرطان يشعر بالألم الناتج عنه، ولكن يشعر بذلك شخص من بين كل 3 أشخاص خاضعين لعلاج السرطان. وقد تصبح فرص الشعور بآلام المرض مرتفعة للمرضى الذين يكونون في مرحلة متقدمة من المرض، سواء كان سرطانًا منتشرًا أو راجعًا.

يحدث ألم السرطان بأشكال مختلفة، فقد يكون الألم خفيفًا أو قويًا أو شديدًا، وقد يكون الألم دائمًا أو متقطعًا أو بسيطًا أو متوسطًا أو شديدًا.

* ما أسباب ألم السرطان؟

قد ينتج الألم من السرطان نفسه، فقد يتسبب السرطان في حدوث الألم بسبب نموه أو تدميره للأنسجة القريبة من الخلايا السرطانية.

وقد يأتي ألم السرطان في المنطقة التي بدأ فيها، أو في مناطق أخرى بالجسم حيث انتشر. فانتشار الورم قد يسبب  ضغطًا على الأعصاب أو العظام أو الأعضاء، مما يُسبب الألم.

قد تكون علاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحي، بمثابة مصدر آخر محتمل لألم السرطان، فقد تكون الجراحة مؤلمة، وقد يستغرق التعافي من الجراحة وقتاً، وقد يخلف الإشعاع وراءه إحساسًا بالحرقة أو ندوبًا مؤلمة، كما قد يتسبب العلاج الكيميائي في العديد من الآثار الجانبية المؤلمة المحتملة، بما في ذلك تقرحات الفم والإسهال وتلف الأعصاب.

 

* كيف يتم علاج الألم الناجم عن السرطان؟

 

هناك طرق عديدة لعلاج الألم الناجم عن السرطان؛ إحداها يكون من خلال التخلص من مصدر الألم، على سبيل المثال، من خلال الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو أشكال أخرى من العلاج.

إذا تعذر اتباع تلك الطرق، فعادةً ما تعمل مسكنات الألم على السيطرة عليه.

غالباً يمكن تناول تلك الأدوية عن طريق الفم، لذا يسهُل استخدامها، وقد تكون الأدوية على هيئة أقراص، أو قد تكون سريعة الذوبان في الفم.

مع ذلك، إذا لم تتمكن من تناول الأدوية عن طريق الفم، فمن الممكن أيضاً تناولها عبر الوريد، أو عبر الشرج، أو من خلال الجلد باستخدام لاصقة.

كما يمكن استخدام العلاجات المتخصصة، مثل تخدير العصب (Nerve block)، حيث يتم حقن مخدر موضعي حول العصب أو بداخله، مما يمنع رسائل الألم من الانتقال إلى المخ عبر مسار هذا العصب.

قد يكون من المفيد استخدام علاجات أخرى مثل العلاج بالإبر الصينية، والتدليك والعلاج الطبيعي والاسترخاء والتأمل.

 

متى يجب مناقشة ألم السرطان مع الطبيب، وما النقاط التي يجب طرحها؟

أبلغ الطبيب بأي ألم مزعج.. إذا كان هناك ألم بسيط واختفى، فلا تقلق بشأنه، ولكن إذا كان الألم يتعارض مع حياتك اليومية أو كان متواصلاً، فيجب الإبلاغ عنه وعلاجه.

على الرغم من أنه لا يمكن لأي شخص ضمان علاج الألم بشكل كامل، إلا أن معظم الألم قد يخف لدرجة تشعرك بالارتياح.

يمكنك متابعة الألم من خلال تدوين مدى شدته، وموضعه، وما يؤدي إلى مفاقمته وما يتسبب في حدوثه وما يحسنه، وأي شيء آخر يحدث عندما تشعر بالألم.

وقد يكون من المفيد عمل مقياس تصنيف للألم من 0 إلى 10؛ حيث يعني الرقم 0 أنه لا يوجد ألم، ويعني الرقم 10 أن الألم أقصى ما يمكن تصوره؛ وذلك لإعداد تقرير ألم للطبيب.

بالإضافة إلى ذلك، انتبه لما يحدث عندما تحاول تخفيف الألم. إذا تناولت دواءً، هل تشعر بأية آثار جانبية منه؟ دوِّن كل الآثار الجانبية التي قد تحدث من مسكنات الألم. من المهم أيضًا الإبلاغ عما إذا كان التدليك أو الكمادات الساخنة أو الباردة أو أي شيء بدني يساعد في تخفيف الألم.

 

د. ساجدة سبت

رئيس الأطباء المقيمين في عالج الأورام والطب التلطيفي

مركز الأورام / مجمع السلمانية الطبي