قالت د. سميرة مدن استشارية أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب في لقاء مع "الطبي" أن الكشف المبكر والمتابعة منذ الأشهر الأولى من الحمل مهمان لإكتشاف الحمل العنقودي.
وأوضحت وهي المدير الطبي لمركز إيفا الطبي: "يحتاج الحمل العنقودي للعلاج والتخلص من آثاره، ومتابعة جيدة للتيقن من عدم وجود بقايا له تضر بصحة المرأة". وأضافت: "رغم قلة أو نستطيع القول ندرة حدوثه إلا أن التدخل الطبي في الوقت المناسب مهم وضروري".
اللقاء فصّل في طريقة حدوثه وأعراضه، وعلاجه في السطور التالية:
ما هو الحمل العنقودي؟
يعتبر الحمل العنقودي أحد مضاعفات الحمل قليلة الحدوث لكنها خطيرة، وهو عبارة عن خلل في تكوين المشيمة يحدث مباشرة بعد تلقيح البويضة بالحيوان المنوي .
هل لكِ أن تشرحي أكثر عن طريقة حدوثه؟
بداية هناك نوعان من الحمل العنقودي، ويحدثان على النحو التالي:
النوع الأول: حمل عنقودي كامل :
يحدث عندما يلقح حيوانان منويان بويضة فارغة، فينتج عن ذلك بويضة ملقحة تحوي 46 كروموسوماً من الأب فقط (تحوي البويضة الملقحة الطبيعية 46 كروموسوم نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم) وبسبب هذا الخلل تتكون المشيمة دون جنين، تنتج المشيمة النامية هرموناً يسمى (HCG) وهو الهرمون الذي تفرزه المشيمة عادة في الحمل الطبيعي، ولذلك يكون تحليل الحمل ايجابياً، لكن لا يظهر الجنين عند الفحص بالأشعة الصوتية للرحم .
النوع الثاني: حمل عنقودي جزئي :
يحدث عندما تتلقح البويضة الطبيعية بحيوانين منويين، فينتج عن ذلك بويضة تحمل 69 كروموسوماً وعندها يتكون جنين ومشيمة مشوهان. وبسبب التشوه الحاصل لا يتمكن الجنين من الحياة، ويموت في بداية الحمل، أما المشيمة فتستمر بالنمو والانقسام وتفرز كميات كبيرة من هرمون (HCG) ، ولذلك تشتكي السيدة الحامل بالحمل العنقودي الجزئي من زيادة أعراض الوحم (الغثيان والقيء) ويكون حجم الرحم أكبر من المتوقع لعمر الحمل .
ما هي أعراضه؟
- تأخر الدورة الشهرية .
- نزيف مهبلي، يكون أحياناً مصحوباً بنسيج يشبه عنقود العنب .
- غثيان وقيء أكثر من الطبيعي في أغلب الحالات .
- يكون حجم الرحم أكبر أو أصغر من المتوقع لعمر الجنين .
- تظهر المشيمة على شكل مميز أثناء إجراء الأشعة الصوتية يسمى (العاصفة الثلجية) في أغلب الأحيان .
- لا يتمكن الطبيب من رؤية الجنين عند إجراء الأشعة الصوتية في حالة الحمل العنقودي الكامل، أما في حالة الحمل العنقودي الجزئي فقد يظهر الجنين ولكنه يكون في أغلب الأحوال غير طبيعي.
- يكون مستوى هرمون (BHCG) في الدم أكثر من المتوقع لعمر الجنين .
- يمكن أن تصاب السيدة الحامل بمقدمة الارتعاج النفاسي (Pre – eclampsia) أي قبل الأسبوع العشرين من الحمل .
- تصاب بعض السيدات بأعراض فرط إفراز الغدة الدرقية .
ما هي الحلول العلاجية له؟
تحتاج السيدة المصابة بالحمل العنقودي للتخلص من الحمل بعد توسيع عنق الرحم، ويكون ذلك بتفريغ الرحم بواسطة الشفط، ولا بد من الحذر أثناء التفريغ والتأكد من عدم بقاء مخلفات أو بقايا للحمل لأنه من الممكن أن تنمو وتغزو الأنسجة الأخرى مثل الدم والعظم والرئتين .
ماذا بعد عملية الشفط؟
تحتاج المريضة بعد ذلك للمتابعة المستمرة للعيادة لفحص البطن والرحم والتأكد من رجوعه لحجمه الطبيعي، وذلك كل أسبوعين، ثم كل 3 أشهر بعد ذلك، ولا بد من متابعة مستوى هرمون (BHCG) أسبوعياً حتى يصل إلى الصفر، ثم شهرياً لمدة 3 شهور وينصح بعدم الحمل لمدة سنة.
ما هي المشاكل الصحية المتوقعة بعد العلاج؟
يحدث في بعض الأحيان أن يرتفع مستوى الهرمون بعد انخفاضه وهذا يعني أن بقايا الحمل العنقودي التي تُركت في الرحم عادت للنمو وتكاثرت مسببة ارتفاع الهرمون، أو أن بعض الخلايا تكاثرت بشكل خبيث قبل عملية التنظيف وغزت الأنسجة المجاورة، وهنا لا بد من العلاج الكيميائي بواسطة عقار الميثوتريسكات الذي يُعطى بواسطة إبر عضلية مرة واحدة أو عدة مرات حسب الحالة وحسب تقدير الطبيب المعالج .
هل هناك مشاكل صحية أخرى؟
يحدث أحياناً أن تنتشر الخلايا العنقودية عن طريق الدم إلى بعض الأعضاء الأخرى مثل الرئتين والعظم، ولهذا فلا بد من عمل صورة أشعة سينية للصدر والرئتين لكل مريضة مصابة بالحمل العنقودي بالإضافة إلى الفحوصات الأخرى .
كيف يخطط للحمل القادم بعد الحمل العنقودي؟
بالنسبة للحمل في المستقبل يفضل عدم الاقدام على هذه الخطوة مدة سنة من بعد استئصال الحمل العنقودي، وذلك منعاً لاختلاط الأمور وعدم تمييز سبب ارتفاع هرمون (BHCG) وهل هو بسبب الحمل الطبيعي أو بسبب عودة الخلايا العنقودية للنمو والتكاثر .
ما هو المتوقع للسيدة التي حملت حملاً عنقودياً في المستقبل؟
نسبة تكرر حدوث الحمل العنقودي في المستقبل هي حوالي 1% ولذلك يطلب الطبيب المعالج إجراء فحص بالأشعة الصوتية للسيدة الحامل منذ البداية للتأكد من سلامة الحمل.