رياضة ليست صحية ...أحمد آل نوح

ما أجمل الاعتدال! فهو مطلوب في جميع نواحي حياتنا العملية، الأسرية وكذلك الرياضية والصحية. فالإسراف في الشيء يفقده قيمته وأحيانًا يتحمل (الفرد) نتائج وخيمة بسبب عدم التزامه بقاعدة الاعتدال والممارسة السليمة. في هذا المقال أود تسليط الضوء على بعض الممارسات الخارجة عن الاعتدال في الوسط الرياضي تحديدًا.

عندما يرغب أحدهم في تحسين شكل جسمه والمحافظة على صحته، يبدأ بالاشتراك في نادي صحي للوصول لهدفه عبر التمارين الرياضية والتغذية الصحية، وبعد مرور عدة شهور يُلاحظ التغيير في شكل الجسم، ووزنه، والمقاسات. النتيجة تدفع البعض للاستمرار بنفس الوتيرة للحصول على نتائج أفضل، وهذا ممتاز جدًا. وفي الطرف المقابل هناك من يستعجل النتائج ويبدأ بالتخبط والاستعجال مما يؤدي إلى أضرار صحية وخيمة لاحقًا.

الهوس في الحصول على عضلات مفتولة يدفع البعض للمكملات الغذائية وشراء كل ما تسمح له ميزانيته دون النظر في حقيقة المكمل الغذائي وفعاليته. وبعد فترة نجد هذه الفئة تعود لشراء مكملات أخرى لأن المكملات السابقة لم تبلغ بهم الغاية التي خططوا لها.

تتجاوز فئة من الرياضيين - التي يمكن أن نصفها بقلة الصبر - الحدود وتفضل الاتجاه للمجهول وسلوك طريق وعر غير مضمون النتائج وله أضرار خطيرة غير قابلة للعلاج أحيانا وهو طريق الهرمونات والمنشطات.

الهوس في الوصول للجسم (المعضل) يُلجئ فئة لحُقن المنشطات التي تباع في السوق السوداء بأسعار غالية جدًا. وتتحول الرياضة والأهداف (الصحية) إلى إدمان الهرمونات (هناك نوع من الهرمونات يدفع للإدمان) وتدخله في دوامة يصعب الخروج منها.

قد يصل المهووس بالعضلات لهدفه على مستوى الشكل، ولكن يجب أن يطرح على نفسه السؤال التالي، هل حافظت على صحتي؟ هل أضرت المكملات والهرمونات بقلبي، كبدي، كُلاي...

 

مفهوم الصحة في هذه الحالة انتفى، فالجسم الرياضي السليم يجب أن يكون سليمًا وصحيًا داخليًا بسلامة الأعضاء وخارجيًا بعضلات مفتولة. نصيحتي لكل من تصله رسالتي، مارسوا الرياضة ولعبة كمال الأجسام بشكل معتدل فلا خير في جسد بلا روح وصحة حقيقية.

 

أحمد آل نوح

مدرب رياضي