يصنف فيروس الكورونا من مجموعة فيروسات آر إن إي من عائلة الكورونا فايريدي، وهناك عدة أنواع في هذه العائلة، حيث يحصن ويكور نفسه بمادة بروتينية، وأطلق عليه اسم الكورونا نسبة إلى الكلمة اللاتينية "كورونا - Corona" والمقصود بها التاج أو الهالة التي تحيط به، وهي الهالة التي يتم التعرف عليها بواسطة المجهر.
تم التعرف على هذا الفيروس في ستينيات القرن المنصرم في الحالات المصابة بالزكام، وفي العام 2003 ظهر مرض سُمي "سارس - SARS" وهو متلازمة الجهاز التنفسي الحادة، ظهرت في عدة بلدان في قارة آسيا حيث كان فيروس الكورونا هو السبب، وفي العام 2012 تم التعرف في المختبر على فيروس كورونا في الشرق الأوسط وسمي "متلازمة الجهاز التنفسي الحادة للشرق الأوسط - MERS CoV" ووجد في كل من تونس والأردن وفي الخليج في السعودية والكويت وقطر وعمان والإمارات (الدول المجاورة للبحرين).
يصيب الفيروس الأطفال بنسبة أعلى من الكبار وقد تكون الإصابة لمرة واحدة فقط في الحياة وقد تحدث لأكثر من مرة، حيث ينتقل الفيروس بين البشر بواسطة الجهاز التنفسي في حالة العطس أو الكحة، وعن طريق اللمس في حالة أداء التحية باليد وثم ملامسة الأنف أو الفم أو العين.
يصيب الفيروس الجهاز التنفسي حيث يسبب أعراضًا كالزكام في فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، وقد يصيب الجهاز الهضمي ويسبب إسهالًا، ويعتمد تشخيص المرض النهائي بأخذ مسحات من الأنف والفم للفحص المجهري، وأخذ عينات دم لمعاينة الأجسام المضادة الطبيعية التي تتكون في دم الإنسان.
إن الخطوات المهمة للعلاج تتمثل في الراحة التامة في البيت وعدم الذهاب للمدرسة أو الجامعة أو العمل (لمنع العدوى)، تغطية الفم والأنف في حالة العطس أو الكحة، وإتباع وسائل النظافة الشخصية في جميع الأشياء التي يستخدمها المصاب، بالإضافة لشرب الكثير من الماء وتناول المسكنات والسباحة بالماء الدافئ.
لا يوجد تطعيم لهذا الفيروس لمنع حدوثه ولا يوجد علاج خاص بذاته له، رغم إنه تم مؤخراً افتراض أن أدوية التامي فلو قد تعالج فيروس الكورونا، لذا فإن الوقاية خير من العلاج والتوعية هامة جداً، وتتمثل الوقاية في غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم، عدم ملامسة العين أو الأنف أو الفم وخاصة بعد أداء التحية باليد لشخص مصاب بالزكام، والحذر من مخالطة المرضى بشكل مباشر.
فيروس الكورونا وصل للبحرين، ولذا وجب التعامل معه بإتخاذ الاحتياطات الصحية الوقائية اللازمة المنصوص عليها من قبل منظمة الصحة العالمية، والمطلوب تنفيذها بمسؤلية مؤسسية من قبل الهيئات الصحية في البحرين ومن قبل الأفراد بالوعي والوقاية.
وقاكم الله شر الأمراض.
د. نبيل تمام
استشاري وجراح أنف وأذن وحنجرة