من أشهر الاضطرابات النفسية التي قد تتعرض لها السيدات اكتئاب ما بعد الولادة، فبرغم من أن تجربة الولادة والإحساس بمشاعر الأمومة هي من التجارب والأمور المبهجة إلا أن الجهد الجسدي والنفسي المصاحب للحمل والولادة أو العملية القيصرية والتغيرات النفسية والجسدية مع الظروف المحيطة كلها عوامل تعرف باسم اكتئاب ما بعد الولادة.
ما هي أعراضه؟
بداية أعراض الإجهاد النفسي والقلق واضطراب المزاج وتصاب بها 70 % من السيدات وتزول بالتدريج خلال الأيام الأولى من الولادة ولكن 12 % من السيدات ترتفع لديهن حدة هذه الأعراض وتستمر لفترة تصل لأسابيع أو أشهر عندها نستطيع القول بأنهم يعانين بالفعل من اضطراب اكتئاب ما بعد الولادة وعندها لا بد من تدخل علاجي.
هناك أعراض كثيرة تشير إلى اكتئاب ما بعد الولادة مثل: انخفاض المزاج، وسرعة الانفعال، وعدم الاستمتاع بالوضع الجديد، وتجنب المولود، والتعب، والأرق، والبكاء، والشعور بالذنب والقلق الشديد.
اكتئاب ما بعد الولادة قد يظهر أيضًا بعد حالات الإجهاض أو موت الجنين ومن الأفضل معاينة المرأة بعد الإجهاض من قبل طبيب أو اخصائي نفسي للتعرف على أي مؤشرات مبكرة للاصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو حتى أمراض نفسية أخرى متعلقة بهذا الحدث مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
عوامل الخطورة :
إذا صاحب الاكتئاب أفكار انتحارية أو أفكار في أذية الطفل أو التخلص منه أو عدائية شديدة تجاه المولود أو والده لزم الانتباه واللجوء لاستشارة الطبيب النفسي.
العلاج :
تبدأ البرامج العلاجية بالعلاج النفسي السلوكي على عدة جلسات من قبل الاخصائي النفسي، وفي حالة عدم الاستجابة أو شدة الأعراض أو وجود أحد عومل الخطورة لا بد من تدخل الطبيب النفسي واللجوء للعلاج الدوائي مع مراعاة وضع المريضة تحت الملاحظة.
تحتاج الأم إذا ظهرت عليها أعراض الاكتئاب بعد الولادة إلى دعم نفسي كبير من الأهل والزوج خاصة وكذلك المعالجين في المستشفى من أطباء وممرضين.
الوقاية :
يمكن الوقاية من الاكتئاب ما بعد الولادة بالتدخل المبكر وتقديم الدعم النفسي وذلك عن طريق :
- تخفيف التوتر والقلق بزيادة تثقيف المرأة الحامل بجميع المعلومات المتعلقة بما يخص الحمل والولادة والتغيرات التي تتعرض لها خلال هذه الفترات وتهيئتها مسبقًا، كذلك تثقيف الأم عن كل ما يتعلق برعاية الطفل في الشهور الأولى واحتياجاته وكيفية رعايته.
- تكوين علاقات اجتماعية والتواصل وأخذ المشورة من الأمهات والحوامل الأخريات ومشاركتهم ما تمر به.
- الدعم النفسي والمساندة من قبل الزوج والأسرة.
- ممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي والالتزام بالمتابعات الطبية التي من شأنها تسهيل عملية الولادة وتفادي أي مضاعفات أو صعوبات.
د. ريهام فتحي
طبيب عام