التعافي من كورونا ليس نهاية الأمر مع هذا الفيروس، فقد وجدت دراسة نشرت في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قام الباحثون فيها بدراسة 234 شخصًا بعد التعافي، أن أكثر من 10 % من الناجين من فيروس كورونا ما زالوا غير قادرين على التذوق أو الشم بعد 6 أشهر من التعافي من العدوى بالإضافة إلى الإرهاق طيلة اليوم.
وبشكل عام، أبلغ 30 % من المرضى عن عرض واحد مستمر على الأقل، كانت الأعراض "طويلة المدى" الأكثر شيوعًا هي التعب، وفقدان حاسة الشم، أو التذوق، والتي أبلغ عنها 13.6 % من المرضى.
قال الكثير من المرضى، إنهم ما زالوا يعانون من الأعراض بعد 6 أشهر أو أكثر من التعافي من مرضهم وخاصة مشاكل الشم.
قد أخبر فريق طبي من جامعة واشنطن، إن المرضى الذين يعانون من أعراض طويلة المدى ومنها فقدان الشم يمكن أن يحدث ليس فقط عند أولئك الذين كانت إصابتهم شديدة وأدخلوا المستشفى، ولكن أيضًا بين أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول ما يمكن لتحسين نوعية حياتهم.
وفي شهر مارس العام الماضي دعت الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة، مركز السيطرة على الأمراض لإضافة فقدان الشم إلى قائمة العلامات المحتملة لفيروس كورونا. وقالت منظمة الصحة العالمية في ذلك الوقت إنها تحقق في الصلة المحتملة بين الإثنين، لكن الأدلة كانت أولية.
يقول بعض المرضى، إنهم لا يستطيعون شم أشياء مثل العطور، أو رائحة الطبخ وأن بعض الأطعمة المفضلة لديهم، مثل البيتزا، أصبح طعمها الآن مثل "الكرتون"، يقول الباحثون إنهم لا يعرفون متى سيستعيد بعض الناجين من كورونا حواسهم أو تتعافى أعراضهم، إن وجدت.
أجمع الأطباء أيضًا على أن قبل عودة الشم عند بعض مرضى كورونا قد يصابون بحالة تشوّه الشم بحيث يشم رائحة معروفة لديه بشكل آخر مثل رائحة القهوة يشمها بيض أو سمك. ومنهم يصاب بالهلوسة الشمّية بحيث يشم رائحة غير موجودة أصلًا، فمثلًا يشم رائحة فانيلا أو ورود، مع أنه لا يوجد شيء أصلًا حوله له رائحة.
وتم وصف "تمرين الأنف"، الذي يتضمن استنشاق 4 روائح مختلفة على الأقل مرتين يوميًا لعدة أشهر، على أنه "خيار علاجي سهل رخيص وخالٍ من الآثار الجانبية" لإعادة حاسة الشم المفقودة للتعامل، التي قد تمتد حتى بعد تعافي المريض.
وتهدف هذه الطريقة، بحسب الخبراء، إلى مساعدة مرضى الكورونا على إعادة ضبط الخلايا العصبية، التي يقول الخبراء إنها تمكن الدماغ من إعادة تنظيم نفسه واستعادة الحواس.
ونصحت الأبحاث التي أجرتها مجموعة دولية من خبراء الرائحة، بعدم استخدام المنشطات لعلاج فقدان حاسة الشم.
ومن النصائح لإعادة حاسة الشم:
- تجنب الأطعمة الحارة وتناولها باردة أو في درجة حرارة الغرفة
- تجنّب الأطعمة المقلية واللحوم المشوية والبصل والثوم والبيض، التي كثيرًا ما يشار إليها على أنها أسوأ الأطعمة للأشخاص الذين يعانون مشاكل في الشم
- تناول الأطعمة الخفيفة مثل الخضار المسلوق أو المطبوخ على البخار تجنب المقلي والمشوي
- تناول الفواكه والأرز والمعكرونة والخبز غير المحمص واللبن الزبادي
كل هذا يساعد على عودة حاسة الشم بصورة سليمة
د. نجوى الصاوي
استشاري أطفال وحساسية ومناعة
المملكة العربية السعودية