تستخدم ملايين النساء حول العالم حبوب منع الحمل وهي أشكال اصطناعية من هرمونات الأستروجين والبروجيسترون التي تتواجد بشكل طبيعي في جسم الأنثى. وتتوفر أنواع مختلفة منها بناءً على مقدار جرعة الأستروجين والبروجيسترون.
تمنع هذه الحبوب الحمل عن طريق رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم، إذ ينتج عن ارتفاع مستوى الأستروجين في الدم تثبيط إفراز الهرمون المنشط للحوصلة "FSH"، وهو المسؤول عن نمو البويضات. بينما زيادة مستوى البروجيسترون تمنع إفراز هرمون اللوتين “LH”، المسؤول عن عملية الإباضة، هذه الزيادة تؤدي إلى تغيير في طبيعة بطانة الرحم وإفرازات عنق الرحم مما يمنع إغراز البويضات المخصبة.
تُستخدم حبوب منع الحمل الفموية لأغراض أخرى تتعلق بالهرمونات مثل تحسين حب الشباب، وتنظيم الحيض، وخفض فرط الأندروجين، ومتلازمة تكيس المبايض التي تعتبر فيها هذه الحبوب بمثابة خط العلاج الأول.
ومن الجانب الآخر، فعلى الرغم من المزايا الواضحة التي تُعزى إلى استخدام موانع الحمل الفموية، اتجهت العديد من الدراسات نحو نتائج تخثر غير طبيعية لدى النساء اللواتي يتناولن هذه الحبوب. أظهرت دراسات أن زيادة الأستروجين والبروجيسترون تتسبب في إحداث حالة من فرط التخثر عن طريق تغيير مستويات عوامل التخثر في الدم كزيادة مستوى الفيبرينوجين وهذا يرفع خطر الإصابة بتجلط الدم لدى النساء اللائي يتناولن موانع الحمل الفموية أعلى من غيرهن.
على الرغم من ذلك، لا تحمل جميع الحبوب نفس المخاطر بسبب الاختلاف في نوع وجرعة مكونات البروجستيرون والأستروجين. إضافة إلى ذلك، فإن التغييرات التي تسببها الحبوب في عملية التخثر معقدة لارتباطها بعوامل تعود إلى الاختلافات الفردية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات واضحة مثل:
- العمر
- انخفاض أو ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)
- التدخين
- نوع ومدة استخدام الحبوب
- وجود تاريخ عائلي من جلطات الدم
- الاضطرابات الوراثية مثل أهبة التخثر "inherited thrombophilia"
- قلة الحركة وممارسة الرياضة
هذه العوامل تجعل تقدير فرط التخثر بسبب تناول الحبوب أمرًا صعبًا، لأن تزامنها مع تناول الحبوب يؤدي لتغيير أعلى في مستويات عوامل التخثر. كما أنه لا يوجد اختبار تجلط معروف يمكن أن يتنبأ بتطور الجلطة؛ لهذا السبب يجب فحص أكثر من اختبار تجلط.
فاطمة العريبي
بكالوريوس مختبرات طبية