هشاشة العظام-1 .... د. سيد محمود القلاف

مرض هشاشة العظام وكما هو واضح من الاسم يصيب العظام بالترقق أو النخر فتكون ضعيفة وقابلة للكسر نتيجة لأي نشاط ولو كان بسيطاً (مثل الإنحناء أو حمل بعض الأشياء أو السقوط البسيط)، وهو من أكثر أمراض الهيكل العظمي شيوعاً.

أكثر العظام عرضة للكسر هي عظام الورك والرسغ وفقرات الظهر. غالباً ما يكون هذا المرض صامتًا أي غير مصحوبًا بأعراض حيث يتم تشخيص واحد فقط من كل ثلاثة مرضى بهشاشة العظام فقط، ولكنه سبب رئيسي لحدوث الكسور التي قد تؤدي إلى نقصان في جودة حياة المريض وكذلك زيادة في نسبة الوفيات بين المرضى وإن كان بشكل غير مباشر، تعدد الكسور في فقرات الظهر قد يسبب إنحناءاً في ظهر المريض.

الكسور الناتجة عن هشاشة العظام تسبب عادة ألمًا حادًا في بدايتها وقد يتحول ذلك إلى ألم مزمن قد يصاحبه فقدان للحركة واكتئاب وملازمة المنزل نتيجة لذلك، وبينت الإحصائيات أن أكثر من نصف المرضى لا يشفون تماماً ولا يستعيدون استقلاليتهم التي كانوا عليها قبل الإصابة، ويختلف معدل الإصابة بهشاشة العظام حسب العمر والجنس والعرق ويزيد بشكل كبير بعد سن الخمسين.

يمكن تصنيف مرض هشاشة العظام إلى أولي حينما لا يكون هناك سبب معروف للإصابة وهذا هو الغالب، أو إلى ثانوي عندما يكون سبب الإصابة أدويةً أو أمراضاً أخرى، غالبًا ما يحدث المرض الأولي عند كبار السن (في الغالب لفقدان العظام كثافتها بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين د) وخصوصاً النساء بعد سن اليأس حيث يتسارع فقدان العظام لكثافتها بسبب النقص الشديد والمتسارع لهرمون الإستروجين. بينما يتمتع الرجال عادة ببعض الحماية من هشاشة العظام نظرًا لكتلة العظام الأكبر حجمًا لديهم وعدم وجود الفقدان المتسارع للعظام والمرتبط بانقطاع الطمث، وتشير التقديرات إلى أن 50 % من النساء بعد سن اليأس هن تحت خطر الإصابة بالكسور الناتجة من هشاشة العظام، بينما تبلغ النسبة حوالي 20 % لدى الرجال. وقد ينتج مرض هشاشة العظام عن استخدام بعض الأدوية خصوصاً الكورتيزونات (أو الستيرويدات)، وأدوية خمول الغدة الدرقية، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الصرع (مثل الفينيتوين والفينوباربيتال).

بالإضافة إلى ما سبق فإن هناك عوامل خطر أخرى للإصابة بالمرض مثل التدخين والمشروبات الكحولية وقلة الحركة وقلة تناول الكالسيوم وفيتامين د، وبالإمكان تقليل خطر الإصابة بالمرض عند تلافي هذه العوامل.

أثبتت الأبحاث أن السبب الفسيولوجي المباشر للإصابة بهشاشة العظام هو اختلال التوازن الطبيعي بين خلايا العظام التي تقوم بالبناء (Osteoblasts) والخلايا التي تقوم بهدم العظام (Osteoclasts) القديمة لإحلالها بجديدة، وذلك بسبب زيادة إنتاج أو حياة خلايا الهدم أو نقصان إنتاج أو حياة خلايا البناء.

وأهم أداة لتشخيص مرض هشاشة العظام هو قياس كثافة العظام لدى المريض ومقارنة النتيجة مع مؤشر الكثافة لدى الأشخاص الأصحاء من نفس الجنس. وتوصي جمعيات الصحة العالمية بقياس كثافة العظام للنساء اللاتي تجاوزن سن اليأس والرجال الذين تجاوزوا سن السبعين عامًا، وكذلك الأشخاص الأصغر سنًا عند وجود عوامل خطر أو استخدام أدوية قد تؤدي إلى مرض هشاشة العظام، أو ممن تعرضوا لكسور بعد سن الخمسين عاماً.

 

د.سيد محمود القلاف

أستاذ مشارك في برنامج الصيدلة

جامعة البحرين