هل يمكن للمرأة الحمل بعد الـ 40؟

تتراجع خصوبة المرأة بدءًا من سن الـ 35، وتقل فرص حدوث الحمل كل شهر تدريجيًا، لتصل إلى 5% فقط بين النساء من عمر الـ 40 وما بعده. لكن هل يمكن أن تنجب النساء اللاتي بلغن الـ 40؟

سؤال وجهته بي بي سي لد. هند عبد السلام، فقالت: " كثير من النساء يتوقعن أنهن إذا وصلن لهذا العمر لا يمكنهن الإنجاب، وأحيانًا يتم تخويفهن من جانب المحيطين بهم بأن فرصهن في الحمل أصبحت معدومة، وهذا غير حقيقي على الإطلاق فالأمر يختلف من سيدة لأخرى، وهناك نساء يمكنهن الحمل في الثامنة والأربعين وبعدها".

يعتقد الكثير أن المرأة لا تستطيع الحمل بعد هذا السن، لأن خصوبة المرأة تتراجع بدءًا من سن الـ 35 . بسبب تضاءل عدد البويضات فتولد المرأة بنحو مليوني بويضة، وتقل إلى 400 ألف عند البلوغ، ثم إلى 25 ألفا عندما تبلغ عمر الـ 37 عاما إذ تفقد معظم النساء 90 % من بويضاتهن في هذا العمر، إلى أن يصل مخزون المرأة من البويضات إلى 1000 بويضة فقط عندما تبلغ سن الـ 51 عاما.

وهكذا تقل فرص حدوث الحمل كل شهر تدريجيًا، لتصل إلى 5 % فقط بين النساء من عمر الـ 40 وما بعده، أي أن فرص حدوث حمل تظل موجودة ولكن بنسبة أقل، وهذا يختلف أيضا بين امرأة وأخرى.

وتؤكد د. هند عبد السلام أنه لا يوجد ما يخيف في هذا العمر، الأمر كله يتعلق بالحاجة لرعاية طبية كبيرة، وأوضحت: ""لو هناك أي عادات كالتدخين أو تناول المشروبات الكحولية من المفترض أن تتوقف الأم عنها، كذلك لابد من المحافظة على مستوى السكر في الدم وعلى الوزن لكي يكون طبيعيا".

وتنصح د. عبد السلام هند الحوامل في عمر الـ 40، بالمواظبة على التمارين الرياضية والتغذية الصحية السليمة وتناول الفيتامينات اللازمة خلال الحمل، وضرورة المواظبة على تناول حمض الفوليك لتجنب أي مشكلات صحية أوتشوهات للجنين.

ويشدد الأطباء على أن فرص النساء فوق سن الـ 40 في الإجهاض بعد عمليات التلقيح الاصطناعي أكبر مقارنة بأقرانهن من النساء في الثلاثينيات أو أواخر العشرينيات. لكن هذا التحذير لا يعني أنهن لن يستطعن الإنجاب سواء عبر التلقيح الاصطناعي أو حتى الإنجاب بصورة طبيعية.

كذلك الحال بالنسبة للقدرة على الإرضاع الطبيعي والتي تظل تتمتع بها النساء حتى بعد فترة انقطاع الطمث. وكما تختلف فترة الخصوبة بين امرأة وأخرى تتفاوت القدرة على الإنجاب بين امرأة و أخرى ولا يستطيع أحد التنبؤ بها.

وبحسب الأطباء فإن المرأة التي تسعى للإنجاب بعد عمر الـ 35 ، تحتاج لرعاية طبية خاصة لأنها تكون عرضة لمخاطر مختلفة عن مثيلاتها من الحوامل في عمر أقل من 35 عامًا. فالمشكلة في هذا السن هي أنه إذا كان هناك عامل وراثي، كأن يكون الزوج والزوجة أقرباء، أوتكون هناك مشكلة جينية، ستكون فرص ظهورها على الأجنة أكبر.