الفوائد الصحية والنفسية لصيام رمضان ...د. أحمد الألمعي

الصوم التزام الجسد بشعيرة روحية لتطهير الذات، وخلال فترة الصيام، يركز الكثيرون على ضبط النفس، وتعلم العادات الإيجابية، ويكتسب الناس الصبر والإرادة القوية والانضباط، فجهاد النفس هدف سامٍ للصيام. ومن الجميل الإشارة إلى أن العيادات الصحية في بريطانيا توصي بالصيام كأداة مساعدة للحد من تدخين السجائر.

 

وأود الإشارة في مقالي إلى خمس فوائد جسدية ونفسية للصيام مثبتة علميًا:

 

  • زيادة حساسية وفعالية الإنسولين:

يمكن أن يؤدي انخفاض حساسية الإنسولين إلى مجموعة من الآثار السيئة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول وأمراض القلب والسمنة. ثبت علميًا أن الصيام يزيد من حساسية الأنسولين بشكل كبير ويخفف من أعراض مرض السكر.

 

  • إحداث وإنتاج الالتهام الذاتي لخلايا الدم :Inducing Autophagy 

البروفيسور يوشينوري أوسومي، الحائز على جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء لعام 2015، كرس نفسه لدراسة عملية تسمى الالتهام الذاتي. ووجد أن الالتهام الذاتي يلعب دورًا حاسمًا في مساعدة الجسم على محاربة مجموعة واسعة من الأمراض بما في ذلك مرض باركنسون والزهايمر وهنتنغتون. كما وجد  أن الصيام وسيلة فعالة للحث على عملية الالتهام الذاتي في الجسم للتخلص من مخلفات الأيض.

 

  • تعزيز صحة القناة الهضمية:

التوازن الصحي للبكتيريا في الأمعاء أمر بالغ الأهمية لصحة الجهاز الهضمي. وأفاد باحثون من معمل البروفيسور جون توماس بجامعة أوكسفورد أن ذباب الفاكهة الصائم شهد نشاطًا جينيًا ينتج عنه استجابة مضادة للالتهابات تحمي أجهزتها الهضمية والبكتيريا الموجودة داخلها. فيمكن للصيام تعزيز صحة الأمعاء، والذي بدوره يمكن أن يحسن نظام المناعة والعمليات الهضمية، مما يسمح لنا بالعيش لفترة أطول.

 

  • قتل الخلايا السرطانية:

ثبت أن الصيام يساعد في قتل الخلايا السرطانية. أفاد باحثون من جامعة UT Southwestern   في دالاس، تكساس أن الصيام المتقطع يعيق تطور النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم في مرحلة الطفولة. كما أفادت دراسة أخرى، أن الصيام عندما يقترن بالعلاج الكيميائي، يجرد خلايا السرطان من الحماية في حالة سرطان الثدي وخلايا سرطان الجلد، مما يسمح لجهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا السرطان بشكل أكثر فعالية .

 

  • زيادة قوة الإرادة النفسية:

أبحاث البروفيسور روي بوميستر أستاذ علم النفس في جامعة ولاية فلوريدا دلت على أن احترام الذات وضبط النفس وقوة الإرادة هي الأكثر أهمية للسعادة والنجاح. وعند تسجيل المشاركين في برامج تحسين ضبط النفس، وجد الباحثون أن الأفراد يستهلكون كميات أقل من النيكوتين والكافيين، ويديرون عواطفهم بشكل أفضل، ويقومون بمزيد من الأعمال المنزلية، ويتصرفون بشكل أقل اندفاعًا، ويأكلون كميات أقل من الوجبات السريعة.

باختصار، يمكن للصيام أن يحسن قوة إرادتنا، والتي بدورها يمكن أن تساعدنا في النجاح الأكاديمي، وصحة العلاقات الاجتماعية وسلامتها، وعادات الأكل، وسلوك الإنفاق، والسلوكيات الاجتماعية والعاطفية، وإدارة عواطفنا، والسلامة النفسية.

 

وللصوم آثار اجتماعية أيضًا:

من خلال تجربتي الشخصية خلال إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية 21 سنة للتدريب الطبي والعمل، كان من عادات ومظاهر شهر رمضان التي يمارسها المسلمون في الغرب الاجتماع في المساجد للإفطار ودعوة غير المسلمين في مأدبات إفطار جماعية في صالات ُتخصص لهذ الغرض بهدف دعوي والتبرع للجمعيات الخيرية.

 

 

د. أحمد الألمعي

استشاري طب نفسي أطفال

المملكة العربية السعودية