النياسين هو أحد الفيتامينات الذائبة في الماء وتطلق عليه بعض المراجع فيتامين ب-3. وهذا الفيتامين يدخل في تركيب العديد من معاوني أو مرافقي الإنزيمات (coenzymes) مثل NAD (Nicotinamide adenine dinucleotide) و NADP (Nicotinamide adenine dinucleotide phosphate)
مما يجعله مهماً في العديد من التفاعلات البيوكيميائية اللازمة لإنتاج الطاقة والتنفس في الخلايا الحية وكذلك في عمليات أيض الكربوهيدرات والدهون والبروتينات في الجسم. النياسين له أهمية كذلك في بعض وظائف الجهاز العصبي، وتصنيع وإصلاح الحمض النووي الديوكسي (DNA). هذا الفيتامين يتواجد في مصادره الطبيعية على شكل عدة مركبات أهمها حمض النيكوتينيك (nicotinic acid) ويسمى النياسين (niacin) من قبل بعض المراجع والنيكوتيناميد (nicotinamide) ويسمى كذلك النياسيناميد (niacinamide).
من المصادر الطبيعية الغنية بالنياسين اللحوم الحمراء والدجاج والسمك وبعض الحبوب والمكسرات والقهوة. وتشير بعض المراجع إلى أن المصدر الأهم للنياسين هو إنتاجه من الحمض الاميني التريبتوفان (tryptophan) داخل الجسم. تختلف الكمية الموصى بها يومياً أو غذائياً (recommended daily / dietary allowance) للنياسين حسب عمر الشخص وجنسه وحالته الصحية وتتراوح بين 6 – 20 ملي جرام يومياً.
النقص الشديد للنياسين يسبب مرض البيلاجرا (Pellagra) والذي قد يحصل خلال شهور قليلة من عدم تناول كمية كافية من هذا الفيتامين. ومن أعراض هذا المرض التهاب الجلد (خصوصاً عند التعرض لأشعة الشمس وعلى أجزاء الجسم التي تكون أكثر عرضة للشمس كالوجه واليدين والرقبة) وإسهال وقلة الشهية وبالتالي فقدان الوزن وضعف جسماني بسبب اختلال التفاعلات البيوكيميائية التي يدخل فيها النياسين، وقد يؤدي نقصه الشديد إلى اضطرابات نفسية وربما الوفاة إذا استمر طويلاً دون علاج. وقد كان مرض البيلاجرا مشكلة صحية منتشرة بكثرة في أمريكا الجنوبية خلال النصف الأول من القرن العشرين واستمر كذلك إلى بداية تسعينات القرن الماضي في بعض أجزاء الهند وبعض الدول الأفريقية. وقد يحدث مرض البيلاجرا بسبب النقص الشديد في الحمض الاميني التريبتوفان (الذي يتم إنتاج النياسين منه)، لذلك فان أكثر الناس عرضة للإصابة بمرض البيلاجرا هم المدمنين ومن يتعرضون للمجاعة وكذلك من يتناولون الأغذية ذات المحتوى القليل من النياسين والتريبتوفان وفي حالة وجود خلل في امتصاصهما من الجهاز الهضمي.
هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن للنياسين قدرة على إنقاص مستوى الدهون الثلاثية والكوليستيرول في الدم، ولكن للحصول على هذا التأثير فانه يجب استخدامه بجرعات عالية وهذا قد يسبب آثار جانبية من قبيل توسع الأوعية الدموية وما يصاحبه من احمرار في الوجه وحكة وتهيج في الجلد وصداع وكذلك اضطرابات في الجهاز الهضمي. كذلك فإن استخدام النياسين بجرعات عالية قد يسبب تلف في الكبد، وإذا استمر هذا الاستخدام لفترات طويلة فإنه قد يؤدي إلى فشل في وظائف الكبد.
د. سيد محمود القلاف
برنامج الصيدلة
جامعة البحرين