قالت ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس مكتب البحرين د. تسنيم عطاطرة أنه يمكن لمملكة البحرين، بوصفها حاضنة للنجاح، تصدير ومشاركة خبراتها الصحية مع البلدان الأخرى.
وبينت في لقاء خصت به (الطبي) أن البحرين أول بلد من بين ستة بلدان تستكمل تقرير مُبررات الاستثمار في الأمراض غير السارية.
وأشارت إلى أن المنظمة تعكف حاليًا على إنشاء أكاديمية منظمة الصحة العالمية لتكون أحدث مركز للتعلم مدى الحياة حيث يجلب أحدث الابتكارات في نطاق تعلم الكبار إلى مجال الصحة العالمية.
وجرى اللقاء التالي:
ما هي ملامح خطة عملكم في الفترة الحالية؟
تستند خطة المكاتب القُطرية لمنظمة الصحة العالمية إلى الاستراتيجية العالمية والإقليمية للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لعام 2030. ويُقِر المبدأ الأساسي - الصحة للجميع وبالجميع - بأن كل بلد، ومجتمع، وفرد يمكنه تقديم مساهمة قيِّمة.
وتتمثَّل مهمة المنظمة في الإقليم، بشكل أكثر تحديدًا، في الآتي: "أن نسعى سعيًا جماعيًا دؤوبًا ونُسرِّع وتيرة التقدم نحو توفير الصحة والرفاه لشعوب إقليم شرق المتوسط من خلال اغتنام كافة الفرص وحشد جميع المقوِّمات الإقليمية بما يتماشى مع المهمة العالمية المنوطة بالمنظمة كما حددها برنامج العمل العام الثالث عشر لتنحصر في: تعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم وأمانه، وخدمة الضعفاء".
عرفينا على المشاريع التي تعملون عليها في الوقت الراهن في الجانب الصحي/التعليمي ؟
في المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية، واستنادًا إلى الاستراتيجية العالمية والإقليمية، ومن خلال الاستفادة بجميع المقوِّمات بما يتماشى مع المهمة المُحدَّدة ببرنامج العمل العام الثالث عشر، مع تسليط الضوء على أولويات مملكة البحرين، تركز المنظمة على ثلاثة مجالات، ألا وهي:
- إرساء وجهة رائدة لتقديم المشورة وأفضل الممارسات التي تتسم بالفعالية والكفاءة للنهوض بالصحة والرفاهة في مملكة البحرين، والشرق الأوسط، والعالم ككل.
- تحديد مجالات بعينها للنهوض بالصحة حيث يمكن لمملكة البحرين، بوصفها حاضنة للنجاح، تصدير ومشاركة خبراتها مع البلدان الأخرى.
- التعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، والوزارات، والمؤسسات الحكومية للتقدم نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وإدماج الصحة في كافة السياسات.
هل أفاد التحول الكبير الذي شهدته التكنولوجيا الفائقة المؤسسة من حيث إطلاق وتنفيذ البرامج والتدريبات في مجال الصحة؟ وكيف كان ذلك؟
لا شك أن التحسينات التي أُدخلت على التكنولوجيا كان لها تأثير كبير على النُظُم الصحية والمهنيين الصحيين، سواءً في طريقة عملهم/ممارستهم أو تعليمهم/تدريبهم. ومع انتشار جائحة كوفيد-19، أدى انقطاع الخدمات الصحية الأساسية وتعليم المهن الصحية أيضًا إلى التحول المُعجَّل في استخدام التكنولوجيا في تقديم الخدمات وتعليم وتدريب المهنيين الصحيين. ومن المؤكد أن برامج المنظمة تأخذ هذه التطورات بعين الاعتبار. كما تستحدث أنشطة بناء القدرات، على نحو متزايد، طرائق تدريب افتراضية متزامنة أو غير متزامنة. وإذ يقر المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بأن جائحة كوفيد-19 قد دفعت العديد من المهنيين الصحيين والمؤسسات التعليمية إلى اعتماد مناهج التعليم والتدريس الإلكتروني عبر الإنترنت، وأن هذه التغييرات من شأنها أن تؤثر على مستقبل التعليم، فإنه يُشدد أيضًا على بناء القدرات، لا سيما قدرات أعضاء هيئة التدريس لتحقيق هذه الغاية.
وعلاوة على ذلك، تعكف المنظمة حاليًا على إنشاء أكاديمية منظمة الصحة العالمية لتكون أحدث مركز للتعلم مدى الحياة حيث يجلب أحدث الابتكارات في نطاق تعلم الكبار إلى مجال الصحة العالمية. وباستخدام أحدث التكنولوجيات، سيتمكن جميع المتعلمين من تكييف خبراتهم التعليمية لتلبية احتياجاتهم وتحسين كفاءاتهم. https://www.who.int/about/who-academy
يضم إقليم شرق المتوسط البلدان الأكثر تضررًا من السمنة والأمراض غير السارية. كيف تقيمون برامج مكافحة السمنة والأمراض غير السارية في البحرين؟ ماذا الذي يمكنكم فعله لتحسين هذه البرامج والإضافة لها؟
خلال عام 2020، أُعِدَّت مُبررات الاستثمار في الأمراض غير السارية لجميع بلدان مجلس التعاون الخليجي بدعم مالي من مجلس الصحة لدول مجلس التعاون ودعم تقني من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد كانت البحرين أول بلد من بين ستة بلدان تستكمل تقرير مُبررات الاستثمار في الأمراض غير السارية من خلال التعاون الوثيق مع وزارة الصحة، التي بوسعها أن تساعد الحكومة على طرح المُبررات من أجل برنامج شامل ومتعدد القطاعات للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها حيث يشمل، ضمن أمور أخرى، مجموعة من تدخلات الصحة العامة عالية المردود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية على مستوى المرافق والسكان.
كما يتم باستمرار إجراء الاستعراض التقني وتقديم الدعم الفني إلى البلد بناءً على طلبه لتعزيز الاستراتيجيات والأنشطة الوطنية المعنية بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. ويتضمَّن الدعم القُطري تقديم المشورة والإرشاد التقنيين بشأن جدول أعمال الأمراض غير السارية الخمسة، بما في ذلك الوقاية من هذه الأمراض وإدارتها، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وحالات الصحة النفسية، وفي الوقت نفسه استهداف عوامل الخطر الرئيسية الخمسة المرتبطة بتلك الأمراض، ألا وهي تدخين التبغ، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، وتعاطي الكحول على نحو ضار، وتلوث الهواء. وبالإضافة إلى تقديم الدعم التقني على مستوى جميع هذه الأمراض الخمسة وعوامل الخطر المرتبطة بها، تضم إدارة الأمراض غير السارية أيضًا وحدة تُدعم البلدان في تحسين آليات ترصُّد الأمراض غير السارية لديها وتعزيز نظم تسجيل الإصابة بالسرطان، فضلًا عن وحدة للتغذية تقدم المشورة التقنية بشأن القضايا المتعلقة بالوقاية من السمنة وغيرها من جوانب النظام الغذائي غير الصحي.
ويمكن للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، كجزء من مبادرات منظمة الصحة العالمية الثلاث بشأن سرطان عنق الرحم والثدي والأطفال، تقديم دعم مُحدد لتنفيذ هذه البرامج لمكافحة السرطان في البلاد، وكذلك تنفيذ التخطيط وإعداد البرامج الأوسع نطاقًا لمكافحة السرطان.