اكتشف الباحثون أنه يمكن للجزيئات الصغيرة التي تتمتَّع بـ"ذيول" دهنية متوسطة الطول أن تنسل عبر أغشية الخلايا الحية وتلج إلى داخلها.
من المعلوم أن الخلايا تكسوها أغشيةٌ لحمايتها من هجمات الدخلاء، بما في ذلك عديد من العقاقير. وتُعدّ القدرة على اختراق هذه الأغشية -المكوَّنة جزئيًا من جزيئات دهنية طويلة- الأساس الذي تقوم عليه صناعة المستحضرات الدوائية.
وهكذا توصَّل يوهانس مورستين، الباحث بجامعة كاليفورنيا في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية وزملاؤه إلى اكتشافهم، لدى ملاحظتهم أن عديدًا من الجزيئات الصغيرة التي تُنتجها الكائنات الحية يحوي كلٌّ منها ذيلًا دهنيًّا، وبالتحليل المنهجي تبيَّن أن ذيول معظم هذه الجزيئات متوسّطة الطول، إذ يتكوّن الذيل من 8 إلى 11 ذرة كربون تقريبًا.
عندئذ، لجأ الفريق البحثي إلى ربط ذيول دهنية من مختلف الأطوال -ما بين قصيرة ومتوسطة وطويلة- بجزيئات صبغة فلورية، ووجدوا أن الجزيئات ذات الذيول القصيرة عجزت عن اختراق خلايا سرطانية تنمو في طبق مخبري، بينما علقت الجزيئات ذات الذيول الطويلة وغاصت في الغشاء، في حين أن الجزيئات ذات الذيول الدهنية متوسطة الطول نجحت في الانزلاق عبر الأغشية ببراعة شديدة، متسببةً في توهّج الخلايا وسطوعها بقدرٍ يفوق بمئة مرة سطوع الخلايا التي استهدفتها الجزيئات ذات الذيول القصيرة.