المُسنون بين تجاعيد الزّمن وجائحة كورونا ....ريحانة حبيل

تقول الكاتبة الفلسطينية نبال قندس: "التَجاعيد التي تَملأ وجوه المُسنين.. هي حِكايات بدأت وانتَهت في زمن ما..

هي حَصيلة ضَحِكات ودَمعات خَجلوا أن يَتركوها في الماضي؛ فأَخذوها ملامحَ تُزيِّنُ وجوههم في الحاضرِ والمستقبل !"

كم هو رائع أن تخصص الأمم المتحدة يومًا سنويًا للاحتفاء بكبار السن في مختلف أصقاع العالم؛ ففي تاريخ ١٤ ديسمبر ١٩٩٠م صوتت جمعية الأمم المتحدة لاعتماد يوم ١ أكتوبر ليكون يومًا عالميًا للمسنين، وهو مُسجل في رؤية ٤٥/١٠٦. وكان أول احتفال لليوم العالمي للمسنين بتاريخ ١ أكتوبر ١٩٩١م، أي في السنة التي تليها مباشرة. يتم إحياء هذا اليوم لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، كالهرم وإساءة المعاملة، ناهيك عن الاحتفاء بما أنجزه كبار السن للمجتمع.

 

ونقلًا عن الموقع الرسمي للأمم المتحدة، فإنّ العام ٢٠٢٠م يصادف الذكرى الثلاثين للاحتفاء بالمسنين عالميًا، كما شهد هذا العام أيضًا اضطرابات حول العالم بسبب جائحة (كوفيد-١٩)، وبالنظر إلى ما سببته هذه الجائحة من مخاطر على كبار السن، استهدفت البرامج هذا العام زيادة الوعي باحتياجات كبار السن الخاصة، والإشادة بدورهم في المحافظة على صحتهم، والأدوار التي يقومون بها في مرحلتي التأهب والاستجابة للأوبئة الحالية والمستقبلية. كما سلط اليوم العالمي لكبار السن ٢٠٢٠م الضوء على دور القوى العاملة-لا سيما النساء -في مجال الرعاية الصحية والمساهمة في الحفاظ على صحة كبار السن.

 وقد عبّر "أنطونيو غوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة عن تأثير وباء الكورونا على كبار السن بقوله: " تسببت جائحة كوفيد-١٩ في إثارة خوف ومعاناة لا يوصفان لدى كبار السن في جميع أنحاء العالم، وبالإضافة لتأثيرها الصحي المباشر، فإن هذا الوباء ساهم في تعريض كبار السن بشكل أكبر للفقر والتمييز والعزلة. ومن المحتمل أن يكون له تأثيرًا مدمرًا لكبار السن بشكل خاص في البلدان النامية".

     كما تجدر الإشارة إلى أنّ  هُناك يومًا آخر خُصص للمسنين، وهو اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، ويصادف ١٥ يونيو من كل عام كما حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

 وحسب ما ذُكر في موقع منظمة الصحة العالمية أنّه خلال جائحة (كوفيد-١٩)، تم توثيق تقارير عديدة حول إهمال وإساءة معاملة كبار السن الذين يعيشون في مرافق رعاية طويلة الأجل وغيرها من المؤسسات المجتمعية، وأيضًا أولئك الذين يعيشون مع أفراد أسرهم، أو في منازلهم مع مقدمي الرعاية.

الوضع في ظل فيروس كورونا (كوفيد-١٩) يشوبه القلق من تفاقم التفرقة العمرية، وعدم المساواة بين الجنسين خلال الوباء، مما يزيد من خطر الإساءة والعنف ضد المسنات. في الوقت نفسه، فإن تدابير الحجر الصحي والإغلاق محدودة من حيث الوصول إلى الخدمات الأساسية، مما يعرض العديد من كبار السن لخطر الإهمال المتزايد.

رأت منظمة الصحة العالمية أنّ هذه الأدلة تقدّم حجة مقنعة لدعوة صانعي القرار لتطوير معايير قابلة للتطبيق عالميًا لحماية كبار السن. كما يجب أن يكون التركيز على إشراك المجتمع في فهم علامات إساءة معاملة المسنين، وتقديم المشورة عبر الراديو والتلفزيون والإنترنت، ووسائل الإعلام المطبوعة والاجتماعية حول كيفية طلب الضحايا المساعدة وتلقي الدعم بأمان.

فإن كانت لتجاعيدهم حِكاية، فلنُجملها بجهودنا من أجلهم.

 

ريحانة حبيل

اختصاصية صعوبات تعلم

عضو بالمختبر التدريبي الإبداعي