بسبب تنامي الوعي الصحي بين الناس والتوجه المجتمعي تجاه تحسين صحة الإنسان بتغيير نمط حياته بشكل جذري الذي يبدأ بالطعام الصحي وممارسة الرياضة، قصد الكثير من الأفراد الأندية الصحية وعينوا مدربًا شخصيًا للإشراف على تطورهم الرياضي وصولًا إلى أهدافهم من ممارسة الرياضة.
مع تقدم السنين اختلف مفهوم المدرب الشخصي وأصبح أكثر شمولية من أي وقت مضى. في السابق يُعرف المدرب الشخصي بأنه مسؤول عن تدريبات الشخص وربما برنامجه الغذائي، ويمارس معه أسلوب المتابعة العسكرية "بالملي" حتى يطبق ما يقوله من تمرينات رياضية مكثفة. وكان هناك غالبًا نمط واحد من التدريبات يتم تطبيقه على الجميع دون مراعاة الفروقات الفردية، والأهداف، والرغبات والميول (على مستوى التغذية) والاستعداد النفسي للفرد أيضًا.
اليوم ونحن على مشارف نهاية العام ٢٠٢٠ ظهر مصطلح "كوتش حياة صحية"، وهو يختلف عن المدرب الشخصي في بعض التفاصيل أهمها، أن كوتش الحياة الصحية يعمل في العمق، ويدخل في أهداف الفرد ويحسن من قدراته ويرفع معنوياته ويتأكد أن اللاعب جاهز نفسيًا قبل أن يكون مستعد بدنيًا نحو تحقيق الأهداف والتغير. فالحياة الصحية تعني وجود حالة من التكامل بين الصحة البدنية والصحة النفسية، ولا يمكن الحصول على حياة صحية حقيقة بوجود خلل في أحدهما.
لاحظت - من خلال خبرتي في المجال الرياضي - عدم مواصلة الكثيرين التمرين مع بعض المدربين ليس لأن المدرب سيء ولكن لعدم وجود خطة واضحة تحقق ما يريده اللاعب فعلًا. إضافة إلى اعتماد أسلوب موحد مع الجميع هو بلا شك أسلوب خاطىء بكافة المقاييس.
فالقوة الحقيقة تبدأ من الداخل، وإن أردنا تحسين شكل الخارج يحب علينا إصلاح الداخل ونزيح المعوقات التي تحرم الشخص من تحقيق أهدافه وتطلعاته. كما أن الانعكاسات الخارجية هي انعكاس لنمط تفكير الفرد ونفسيته، فالعمل الحقيقي يبدأ من تحفيز مكامن القوة وإصلاح الخلل.
أحمد آل نوح
مدرب حياة صحية