نصائح للحفاظ على صحة فم الرضع... د. حوراء الراشد

تكوين الأسنان يبدأ قبل ولادة الطفل بمراحل، حيث تتضح أول علامة ظهور وتكوين أسنان الطفل فعلياً خلال أول أربعة إلى ستة أشهر من تكوين الجنين في الرحم. فعلى عكس ما يظنه الكثيرون أن عملية تكوين الأسنان تبدأ في السنة الأولى أو الثانية من عمر الطفل فهذه المعلومة غير صحيحة.

عملية تكوين الأسنان مستمرة ولا تتوقف، تبدأ من الأشهر الأولى لتكوين الطفل في رحم أمه، والتغيير الوحيد للأسنان هو تباطؤ تكوينها بالإضافات المصغرة مع الوقت والتي قد تساهم لاحقا في تقوية أو تآكل الأسنان على حسب عناية الطفل بها.

تحدد العناية مدى سُمك وقوة وشكل الأسنان والفكين، وبالتالي تعطي الطفل ملامح وابتسامات مختلفة تتناسب مع المراحل المختلفة من عمره. لهذا السبب، على الأمهات الجدد الحفاظ على صحة فم أطفالهن الرضع  قبل ظهور أول سن في الفم، ليحمين أطفالهن من حالات شائعة بين الرضع تؤثر على تكوين الأسنان،  كالتسوس المبكر (ECC – Early Childhood Caries)، حيث تكون أسنان الرضيع الأولى متسوسة وضعيفة وسوداء اللون، وفي بعض الأحيان تكون متآكلة، وذلك بسبب تخثر الحليب المترسب في فم الرضيع وعدم تنظيفه بعد الرضاعة مما يجذب مختلف أنواع البكتيريا للتكاثر على لثته وبالتالي تؤثر على أسنانه  أثناء تكوينها.   

  السن اللبني الصحي للطفل الطبيعي، يظهر في الفم في فترة تتراوح بين أول عام ونصف إلى عامين من حياته وقد تتأخر عن ذلك. وقد تظهر منذ الولادة وهي حالة نادرة تدعى (Neonatal Teeth). تختلف الخطة العلاجية الخاصة بهؤلاء الرضع على حسب الأسنان الظاهرة لديهم سواء كانت أسنان لبنية أم دائمة أم إضافية، وعلى الأمهات المرضعات أخذ الحذر إن كان رضيعهم يعاني من هذه الحالة ليتجنبنن أي جروح أو مشاكل أثناء الرضاعة.

كيف نقي الرضع من مشاكل الأسنان والحفاظ على صحة أفواههم؟

هناك الكثير من العوامل المؤثرة على صحة فم وأسنان الأطفال، وفي حال تجاهلها قد يصاب الرضيع بتسوس الطفولة المبكرة  .(Early Childhood Caries – ECC) ولذلك اقترحت المؤسسة الأمريكية لطب الأسنان (American Dental Association - ADA) طرق وقائية تمكن الأمهات المرضعات من وقاية أطفالهن من المرض:

  1. فحص صحة فم الوالدين والطفل: هناك دراسات تشير إلى أن انخفاض نسبة البكتيريا المسببة للتسوس عند الوالدين مرتبط بنسبة البكتيريا التي قد تنتقل للطفل وبالتالي فإن فحص صحة فم الوالدين والطفل مهمة .
  2. تنظيف لثة الرضيع بعد كل رضاعة له: لمنع تخثر الحليب على لثة الطفل، على الأمهات مسح لثة الطفل باستخدام اصبع واحد نظيف مغطى بقطعة شاش، ويفضل أن تكون منقوعة بماء دافىء للتخلص من أي ترسبات حليب بعد الرضاعة.
  3. عدم ترك "رضّاعة" قنينة الحليب في فم الطفل لفترات طويلة: ترك قنينة الحليب في فم الطفل لساعات طويلة لا تؤثر على صحة الفم والأسنان فحسب بل لها أثر على تشكيل الفكين أيضًا حيث تسبب تقوّس الفك العلوي للطفل.
  4. إنهاء شرب الحليب عن طريق الرضّاعة قبل النوم أو أخذ القيلولة وذلك لعدم الاضطرار لترك الحليب في فم الطفل خلال نومه.
  5. وقف أو قطع الرضاعة الطبيعية بعد بروز أول سن لبني للطفل: تنصح المؤسسة الأمريكية بتوقيف الرضاعة الطبيعية بعد  بروز أول سن للطفل لتجنب خطر التسوس.
  6. عدم استخدام "رضاّعة" لشرب الحليب: استخدام الأكواب العادية كبديل لمنع تراكم الترسبات.
  7. المحافظة على حمية صحية مزودة بالبروتينات والمعادن المغذية للطفل: ينصح بالابتعاد عن المأكولات المزودة بالسكريات والكاربوهايدرات للوقاية من الآثار السلبية المضرة للأسنان.

 

ارشادات طبية للحفاظ على صحة فم الرضع في المنزل:

 من المهم أن يبقى الآباء والأمهات الجدد والمستقبليين على وعي وثقافة تامة حول الطرق المختلفة للحفاظ على صحة فم أطفالهم. تشمل هذه الارشادات الرضع أيضًا، وليس فقط الأطفال الذين لديهم أسنان:

  1. استخدام قطعة شاش منقوعة بالماء الدافىء لتنظيف اللثة.
  2. استخدام الفرشاة الناعمة المصممة خصيصًا للأطفال تحت عمر السنتين (متوفرة في جميع الصيدليات) – وتنظيف الأسنان بالماء فقط .
  3. تفريش الأسنان بمعجون خاص للأطفال مع التركيز على أسطح الأسنان الأمامية والخلفية واللثة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم  بين سنة إلى سنتين.
  4. المحافظة على نظافة الفرشاة غسلها بالماء ووضعها بشكل مستقيم بحافظ خاص بها وتركها لتجف بالهواء.
  5. تغيير الفرشاة بين كل 3-4 أشهر لتجنب البكتيريا التي قد تكون مترسبة فيها، ولأنها قد تصبح غير فعّالة إن ذبلت شعيراتها.
  6. تجنب المأكولات والمشروبات السكرية عندما يعتمد الطفل في تغذيته على المصاصات أو المراضع (تحت عمر السنتين)، فعلى الوالدين تجنب غمسها بالسوائل السكرية كالعسل مثلا، وإن تجاوز الطفل هذه المرحلة (سنتين فما فوق) فعلى الوالدين تجنب إطعام الطفل الأغذية الغنية بالسكريات ومحاولة إيجاد بدائل أخرى تحتوي على سكر طبيعي كالفاكهة والخضراوات المتعددة والغنية بالفوائد الغذائية للطفل لمساعدته على تكوين أسنان وبنية قوية.

 

 

د. حوراء الراشد

طب وجراحة الفم والأسنان