عادة مص الإصبع قد تبدأ مع الطفل منذ نشأته في رحم أمه، وقد تستمر هذه العادة في الأشهر الأولى بعد ولادته وحتى بلوغه عامه الأول، وقد تستمر إلى أكثر من سنة.
ولكن لا تشكل هذه العادة أية مشاكل إذا تم التخلص منها قبل بزوغ الأسنان الدائمة، أي قبل السنة الخامسة أو السادسة من عمره، بل يكمن الضرر الحقيقي عند الاستمرار بمص الإصبع بعد بلوغ الطفل سن السادسة.
- لماذا يمص الطفل إصبعه؟
يعتاد الطفل على عادة مص الإصبع كرد فعل لا إرادي تعبيراً عن الجوع الشديد أو الرغبة في النوم، كما يلجأ الكثير من الأطفال لهذه العادة بدافع الملل أو للفت الانتباه.
ومن الأسباب المحتملة التي تجعل الطفل يعتاد على هذه العادة، حالات القلق والخوف أو في حالات الرغبة في الاستكشاف التي تبدأ في عمر الستة شهور، حيث يبدأ الطفل بالتعرف على العالم واستكشاف ما حوله من خلال فمه.
- طرق تساعد طفلك على التخلص من عادة مص الإصبع:
تتلاشى عادة مص الإصبع في عمر السنتين إلى أربع سنوات، أما إذا استمرت بعد ذلك فمن الأفضل التدخل الوقائي، وبهذا ننصح بدايةً بالتعامل مع المشكلة عن طريق تشتيت انتباه الطفل عن هذه العادة دون أن يشعر؛ كتشتيت انتباهه بالانشغال بلعبة معينة دون اللجوء إلى صيغة الأمر أو القوة (كانتزاع يده)، فعادةً ما تسبب هذه الطرق إلى تفاقم المشكلة، ولجوء الطفل إلى العناد.
ومن الطرق الأكثر فعالية لمنع استمرار عادة مص الإصبع، والتي ننصح بها هي لغة التحاور مع الطفل من عمر الثلاث سنوات وأكثر؛ وذلك عن طريق الحديث مع الطفل عن عواقب العادة وتأثيرها على الفم والأسنان، بلغة سهلة ومفاهيم تتناسب مع عمر الطفل.
ويعتبر التشجيع من الوسائل الممتعة والمحفزة للطفل، ويتجاوب الأطفال عادةً معها للحصول على المكافأة التي تأتي بعد الشعور بالإنجاز.
- متى يجب أن يتدخل الطبيب؟
يتدخل الطبيب عندما تستمر عادة مص الإصبع بعد عمر الست سنوات، وذلك لأنها تبدأ بالتأثير على نمو الفك العلوي (الحنك)، وعلى اتجاه الأسنان الدائمة العلوية (خصوصًا الأمامية)، كما يؤثر أيضًا المواصلة على عادة مص الإصبع بعد فترة طويلة على تزاحم الأسنان وعدم تطابق العضة بين الأسنان العلوية والأسنان السفلية؛ مما يؤثر على شكل الطفل ببروز أسنانه، الأمر الذي لا يحبذه كثير من الأهل، والذي يضطرهم لاحقًا إلى الخضوع لتقويم الأسنان لعلاج مشاكل الشكل وعدم تطابق العضة، كما قد يؤثر هذا الأمر على النطق؛ فمن المهم التدخل في الوقت المثالي لتجنب حدوث مثل هذه المشاكل المحتملة.
أما إذا استنفدت كل الطرق في مساعدة الطفل على التخلص من هذه العادة، فقد يلجأ الطبيب لجهاز يثبت في فم الطفل، لمساعدته على كسر هذه العادة قبل أن تتفاقم مشاكل الفم والأسنان.
د.مريم آل رضي
طب وجراحة الفم والأسنان