صوت المكنسة... مُزعج! ... زهراء داوود

اصطحاب الطفل التوحدي للمجمعات التجارية أو صالات الأعراس أمر مُتعب جداً لمعظم الأمهات. ما هو السبب؟

نوبات غضب تنتاب الطفل عند سماع صوت المكنسة، الخلاط الكهربائي، أصوات بُكاء الرُضع.. كُل ذلك يعود إلى أن الطُفل التوحدي يُعاني من حساسية مُفرطة للأصوات العالية Hypersensitivity to sound. إذا فهذه الحساسية سبب متاعب الأمهات.

وقد تعمل الأذهان لمعرفة سبب انزعاج الطفل التوحدي من ذلك كله، والسبب إن طريقة تفكير الأطفال المصابين بالتوحد تختلف كُلياً عنا وبالتالي تركيبة الدماغ لديهم نوعاً ما مُختلفة عن تركيبة الدماغ للطفل الطبيعي والاختلاف هُنا يعود إلى أن عدد الخلايا في دماغ الطفل التوحدي أعلى منها في أدمغة الأطفال الطبيعيين.

وبالتالي تكون قُدراتهم على الاستجابة للمُؤثرات الخارجية مثل الصوت والتذوق والنظر أعلى من الأطفال الطبيعيين.

 وعندما نأتي إلى تقسيم أطفال التوحد من هذه الناحية هُناكَ قسمان:

1-     Hypersensitive أي أن حساسيتهم تكون أعلى من الأطفال الطبيعيين.

2-     Hyposensitive أي أن حساسيتهم تكون أقل من الأطفال الطبيعيين.

لذلك تختلف الحساسية من طفل إلى آخر، و يُلاحظ كُلاً من الأخصائيين والأهل أن الطفل المُصاب بالتوحد بمُجرد أن يسمع نوعًا مُعينًا من الأصوات يبدأ بوضع كلتي يديهِ على أذنيه كردة فعل تجاه ذلك وهذه من علامات الإصابة بالتوحد أثناء مرحلة تشخيص الطفل.

وأثناء دمج الطفل التوحدي في المجتمع قد يتعرض للتنمر لكون هذا السلوك غريب، لهذا السبب يجب تدريب الطفل التوحدي قدر المُستطاع لإيقاف سلوك وضع يده على أذنيه.

والسبب في ذلك يعود إلى أن قُدرة هؤلاء الأطفال على تمييز الشيء المهم وغير المُهم ضعيفة جداً، حتى بعد التدريب والعلاج السلوكي قد يستطيعون تمييز الأصوات ولكن هذا يستهلك طاقة جبارة ومجهود كبير جداً وشاق للغاية.

وجدير بالذكر أن الطفل المُصاب بالتوحد لديهِ حس عالٍ جداً تجاه جميع الأصوات لدرجة أنهُ قادر على سماع صوت عقارب الساعة وهذا يُسبب له مشاكل في النوم، لذلك علينا تدريب الطفل التوحدي جيداً على التعامل مع المؤثرات الصوتية حتى نتجنب مشاكل النوم والتشتت لديه.

والعلاج السلوكي تجاه حساسية الضوضاء للطفل التوحدي كما التالي:

1-     إرتداء سماعات الأذن لإبعاد المشوشات الصوتية.

2-     تدريب الطفل على تقبل الأصوات العالية أو الأصوات التي يكرهها مثل صوت المكنسة والخلاط الكهربائي وأصوات بُكاء الأطفال عن طريق:

-       البُعد عن الصوت: على سبيل المثال تشغيل المكنسة في غرفة والطفل يكون في غرفة أخرى ويتم تقريب المكنسة الكهربائية للغرفة التي يجلس فيها الطفل تدريجيًا كل 3 ثواني أو أقل بشكل يومي.

 -      التدرُج في قوة الصوت: أي مُستوى الصوت الذي سيتم تشغيله للطفل التوحدي، عن طريق تسجيل صوت المكنسة الكهربائية باستخدام الراديو للتحكم في مستوى الصوت، فتدريجياً يتم تشغيل الراديو على مستوى منخفض إلى العالي شيئاً فشيئاً.

-       زيادة مُدة الصوت: المُدة التي سيتم تشغيل فيها الصوت للطفل، فمثلاً تبدأ في اليوم الأول لمُدة ثانيتين واليوم التالي لمدة 4 ثواني و اليوم الذي يليه لمدة خمس ثواني إلى أن تصل إلى دقيقة واحدة.

 

وبهذا نستطيع التغلب على مُشكلة حساسية الصوت وإيقاف وضع اليد على الأذن حتى يعتاد الطفل على سماع الأصوات التي لا يحبذُها، ولا ننسى المُعزز عند تدريب الطفل على التعامل مع الأصوات المُرتفعة، فالتشجيع يحفز الطفل ويدفعه للتحسن أكثر.

 

 

زهراء داوود

فني سلوك