شمع الأذن هو مادة صفراء اللون تفرز في الجزء الخارجي من القناة السمعية، بواسطة غدد خاصة في الجلد، تعمل على تنظيف وترطيب الأذن، وحماية الأذن من بعض البكتيريا والفطريات.
قد يكون شمع الأذن رطبًا لينًا وهو الشائع لدينا، وقد يكون جافًا وهذا يمثل نسبة قليلة، نتيجة لأسباب جينية وراثية.
تلعب المادة الشمعية دوراً هاماً في التنظيف الذاتي للقناة السمعية حيث تتحرك تدريجياً من الداخل للخارج مع حركات الفك المستمرة، كما تلعب دوراً هاماً أيضاً في ترطيب الجلد لمنع الجفاف والحكة لإحتوائها على مادة دهنية، وأهم دور على الإطلاق هو المناعة لحماية الأذن من الإلتهابات الحادة لبعض البكتيريا والفطريات لإحتوائها على الأحماض الأمينية المشبعة ومضادات البكتيريا.
إن تراكم المادة الشمعية في الأذن يحدث لعدة أسباب منها ما يحدث بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، أو زيادة إفراز تلك المادة، أو وجود تضيق في القناة السمعية.
تزايد وتراكم الشمع قد يؤدي لبعض الأعراض مثل حدوث ألم في الأذن، أو الإحساس بنقص في السمع والشعور بطمم في الأذن، أو سماع الطنين المزعج ليلاً، أو الشعور بالانزعاج نتيجة الحكة المزعجة والحرقان، وفي حالات نادرة قد يؤدي إلى إلتهابات الأذن الخارجية والإحساس بالدوار.
لمنع تراكم المادة الشمعية نقدم نصيحة هامة جدًا للجميع بلا استثناء بالامتناع نهائياً عن استخدام أعواد تنظيف الأذن التجارية التي تباع في الأسواق وخاصة بعد الإنتهاء من الاستحمام اليومي، والإمتناع عن استخدام أية آلات أخرى في الأذن "مثل المفاتيح أو ملزم الشعر" وخاصة في حالة وجود حكة أو ألم بسيط في الأذن، لأن هذا يتسبب في تراكم المادة الشمعية وقد يؤدي إلى إلتهابات في القناة السمعية أو جروح دامية.
في تلك الحالات ننصح باستخدام قطرات زيت الزيتون أو زيوت الأطفال أو الزيوت المعدنية أو مادة الجليسرين بشكل منتظم وعلى فترات متقطعة حيث يتم بيع تلك المنتجات في الصيدليات وتكون على شكل قطرات للأذن.
في حال تراكم المادة الشمعية وحدوث بعض الأعراض المذكورة سابقاً، فننصح باللجوء لاستخدام مذوب للمادة الشمعية ويباع أيضاً في الصيدليات وبدون وصفة من الطبيب المختص أو قطرات زيت الزيتون، وفي حالة عدم حل تلك المشكلة، فيجب اللجوء لأطباء المراكز الصحية حيث يتم تنظيف المادة الشمعية بتقنية غسيل الأذن بالماء الدافئ المعتدل، أو اللجوء للعيادات المتخصصة في علاج أمراض الأنف والأذن والحنجرة سواء في المستشفيات العامة أو الخاصة لتنظيف الأذن بتقنية الشفط الكهربائي.
الوقاية خير من العلاج حتماً، فالاهتمام بالأذن والقناة السمعية وأخذ تلك النصائح المذكورة على محمل الجد، سواء للكبار أو للصغار من قبل الأمهات، سوف يقي الجميع من المشاكل الحادة أو المزمنة في القناة السمعية والأذن، ورغم ذلك قد يحتاج بعض الناس عن غيرهم لتنظيف الأذن بشكل مستمر، وقد يتراوح بين مرة واحدة سنوياً إلى أكثر من مرة سنوياً نتيجة لعدة عوامل.
د.نبيل تمام
استشاري وجراح أنف وأذن وحنجرة