الدكتورة . زهور رشوان - الأستاذ المساعد - قسم التمريض – كلية العلوم الصحية والرياضية – جامعة البحرين
إن الأطفال هم بناة المستقبل، وأمل الغد لذا خصص الاتحاد الدولي لمنظمات سرطان الطفولة شهر فبراير من كل عام للإحتفاء باليوم العالمي لسرطان الأطفال. واختير اللون الذهبي كرمز لهذا اليوم ليدل على إن أطفالنا لا يقدرون بثمن. وتحت شعار " تحقيق بقاء أفضل" تسعى العديد من دول العالم لزيادة وعي المجتمع عن سبل الوقاية والكشف المبكر لسرطان الأطفال. حيث أوضحت منظمة الصحة العالمية أن سرطان الدم أو اللوكيميا هو من أشهر أنواع لسرطان التي قد تصيب الأطفال وأن 80 % من الأطفال المصابين بالسرطان في الدول المتقدمة يعيشون بعد تلقي العلاج المناسب.
مرض سرطان الدم هو المرض الخبيث لخلايا الدم حيث يبدأ إنتاج خلايا سرطانية (خلايا الدم البيضاء غير ناضجة) والتي تتضاعف بمعدل مرتفع وبشكل غير طبيعي. وتسيطر تلك الخلايا على نخاع العظام وتؤثر على قدرته فى إنتاج خلايا الدم المختلفة.
وقد تظهرعلى الطفل بعض الأعراض مثل فقر الدم (أنيميا)، شحوب في اللون وسرعة التعب، وضيق التنفس أثناء بذل أي مجهود، العدوى المتكررة، الحمى وقرح بالفم وكذلك العدوى المتكررة بالجهاز التنفسي وحدوث نزيف من اللثة، ظهور بقع حمراء وكدمات على سطح الجلد، كما قد تظهر أعراض غزو الخلايا السرطانية للجهاز الليمفاوي مثل تضخم الكبد والطحال والغدد الليمفاوية. ويؤدي حرمان خلايا الجسم من العناصر الغذائية الأساسية إلى فقدان الشهية وضعف العضلات وفقدان شديد في الوزن.
وغالبًا ما يتم اكتشاف المرض بحدوث العدوى المتكررة أو النزيف المتكرر وشحوب الوجه، وعند الفحص الإكلينيكي للطفل يلاحظ وجود تورم (تضخم) فى العقد الليمفاوية المختلفة. ثم يطلب الطبيب إجراء بعض فحوصات الدم ويتم تأكيد التشخيص بأخذ عينة من نخاع العظام وعيّنة من العقدة الليمفاويّة وعمل فحوص الأشعة السينية والمقطعية وغيرها.
شهدت السنوات الأخيرة طفرة في علاج سرطان الأطفال وذلك باتباع بروتوكولات عالميّة أثبتت نجاحها وغالبًا ما يعاني الطفل من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي مثل تساقط الشعر والغثيان والقيء وتقرح الغشاء المخاطي للفم. وقد يستخدم العلاج الإشعاعي فقط في حالة انتشار الخلايا السرطانية. وقد يخضع بعض الأطفال إلى زراعة الخلايا الجذعية والتي تهدف إلى استبدال الخلايا الجذعية المصابة بالخلايا السرطانية بخلايا جذعية طبيعية من الشخص المتبرع.
غالبًا ما يتم اتخاذ التدابير الوقائية لتقليل حدوث العدوى مثل عزل الطفل في غرفة خاصة، وتقليل عدد الزائرين في غرفة الطفل ومنع دخول من تظهر عليهم أعراض أي العدوى، ولتقليل حدوث النزيف ينصح الطفل بتجنب الأنشطة العنيفة التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الطفل بالجروح كما ينصح باستخدام فرشاة أسنان ناعمة.
ولتحسين حالة الطفل الغذائية تنصح الأم بتقديم وجبات صغيرة على فترات متقطعة، وتوفيرالأطعمة العالية في القيمة الغذائية بطريقة جذابة وتجنب الأطعمة ذات الروائح القوية. وغالبًا ما يعاني العديد من الأطفال بقرح الغشاء المخاطي للفم، لذا ينصح باستخدام غسول خاص للعناية بالفم. وفي المرحلة الحادة قد ينصح باستخدم شفاط العصير للمساعدة على تجاوز المناطق المؤلمة أثناء تناول المشروبات وتناول أطعمة سهلة المضغ مع إمكانية وضع مخدر موضعي على المناطق المتقرحة، كما يوصى بتجنب العصائر التي تحتوي على حمض الأسكوربيك والليمون والأطعمة الساخنة أو الباردة.
ومن منطلق الوقاية خير من العلاج فقد تنصح الأم باتباع التغذية السليمة وتناول الفاكهة والخضراوات والأطعمة الغنية بالفيتامينات، وكذلك شرب كميات كافية من المياه وتجنب الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة وألوان صناعية وكذلك ينصح الأطفال بممارسة الرياضة وتلقي التطعيمات لتعزيز الجهاز المناعي لديهم.