الاضطرابات العصبية وشتى أنواعها (اضطراب التوحُد، مُتلازمة اسبرجر، فرط النشاط ونقص الإنتباه) وعسر القراءة، صعوبات التعلم وغيرها، تجتمع في عارض واحد مشترك وهو عدم القُدرة على التركيز وأحياناً ضعف الذاكرة.
يعد التدخل المُبكر أول استراتيجيات العلاج لأي اضطراب والذي يتضمن العلاج السلوكي والنفسي، جلسات النطق واللغة، وجلسات العلاج الوظيفي، جلسات تعديل السلوك.
ولكن يعد التدخل الدوائي عامل مُساعد أيضًا ومُكمل للتدخل المُبكر حتى يرتقي المريض إلى درجة التحُسن المطلوبة أو على الأقل يحد من شدة الأعراض.
نُعاني نحنُ كأخصائيين من مسألة عزوف بعض الأهالي عن استخدام بعض الأدوية لأبنائهم بسبب الأعراض الجانبية القوية وآثارها السلبية على صحة المريض ولكن هُنالك بعض من المكملات الغذائية والأدوية الأقل وطأة من ناحية الآثار السلبية منها دواء الأوميغادوكس.
الأوميغادوكس هو مكمل غذائي مع نسبة عالية من أحماض أوميغا – 3 الدهنية وهو مصدر مهم وحيوي للطاقة والفيتامينات، بالإضافة إلى العناصر الأخرى المفيدة للجسم والمخ وهي: اليود – السيلينيوم – الزنك.
أحماض أوميغا 3 الدهنية هي دهون غير مُشبعة تتكون من عدة روابط ثنائية وتُصنف إلى 3 أحماض دهنية:
1 – ALA حمض ألفالينولينيك (ذو المنشأ النباتي)
2- DHA حمض الدوكوساهيكسانويك (ذو المنشأ الحيواني)
3 – EPA حمض الإيكوسابنتاينويك (ذو المنشأ الحيواني)
وأهم هذه الأحماض لأجسامنا هو حمض الـ DHA فهو الأكثر نشاطاً لتطور الدماغ لأنهُ يساعد على تحسين سيولة الغشاء وخلايا الدماغ وبالتالي تحسين الناقلات العصبية ويُحسن التعلم والذاكرة، كما له دور مهم في علاج الإكتئاب، فيستعمل دواء أوميغادوكس في علاج وتحسين الصحة العامة والحفاظ على حيوية وظائف الدماغ وعلاج مكمل في حالات ضعف النمو، تقوية المناعة وتطور العظام.
وبالإستناد إلى الدراسات فمن الشائع جداً أن الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات لديهم مستويات منخفضة من أوميغا 3، فيوصى بإعطاء جرعات لهم عن طريق استشارة الطبيب المختص، وبالتالي يساعد الأوميغادوكس في تخفيف حدة الأعراض خصوصاً في حالات تشتت الطفل أثناء الجلسة العلاجية أو الذي يعاني من فرط زائد ولا يستطيع الجلوس بهدوء حتى يتسنى للأخصائي أداء مهمته بشكل جيد.
إلى جانب الذين يعانون من صعوبات تعلم، فإن أوميغادوكس يساعد على تقوية الذاكرة وزيادة التركيز، فيرتقي الطالب إلى مستوى أفضل من ناحية التعلٌم واكتساب المعلومة.
كما يُستخدم أوميغادوكس لعلاج بعض الأمراض النفسية بما في ذلك الفصام، اضطراب الشخصية والزهايمر، أما عن الوصفة الطبية والجرعات يحددها الطبيب فقط.
أوميغادوكس متوفر في الصيدليات ولكن هنالكَ مصادر طبيعية للأوميغا 3، يجب الأخذ بعين الإعتبار أن الأوميغا 3 يمكن أيضاً تعزيزه بزيادة النظام الغذائي وفيما يلي الأطعمة الغنية به:
الأسماك (السلمون / التونة / السردين)، المحار، بذور الكتان، الجوز، فول الصويا، البيض ولحم البقر.
دواء أوميغادوكس يعمل على تحسين قدرات الدماغ، ليس علاجًا نهائيًا للاضطرابات ولكن (الأوميغادوكس) هو الحل الأمثل لتخفيف الأعراض مع الجلسات العلاجية التي تُساعد على تغيير سلوك المرضى إلى الأفضل وتحسين حالتهم النفسية.