تغير المؤشر الصحي في الأيام القليلة الماضية على المستوى العالمي وأشارت بوصلته نحو التحسن مما دفع البعض مع اقتراب فصل الصيف لمعاودة السفر والتوجه للمقاصد السياحية.
تركيا والبوسنة من المقاصد التي توجه لها بحرينيون فرارًا من الضغط النفسي المشحون بالأخبار السيئة لأضرار الفيروس التاجي، وطلبًا للاستجمام والإرتماء في أحضان الطبيعة في البلدين الذين يقعان حوض البحر المتوسط.
وقال البحرينيون الذين استطلعت السياحي آراءهم عن السفر في هذه الفترة أن إجراءات السفر سهلة وسلسلة. ولفتوا إلى خفة القيود الاحترازية لدرجة أن بعض الأماكن لا تلزم مرتاديها بارتداء الكمامة.
تفاصيل رحلاتهم تقرأونها في الاستطلاع التالي:
.jpeg)
سلمان يفر من الحر
فرّ صلاح سلمان من آثار الفيروس التاجي التي عصفت في البحرين في الفترة الأخيرة قاصدًا الغابات وشلالات المياه في البوسنة والهرسك. وقال: "قد تبدو إجراءات السفر معقدة وصعبة لكنها تظل أهون من البقاء في هذه الأجواء المليئة بالأخبار المحزنة التي تؤذي النفس".
اقتنص صلاح الفرص مع فتح أجواء السفر لوجهات ذات أجواء لطيفة صيفاً نظراً بالمقارنة مع صيف البحرين، وقال: "بعد التوكل على الله نويت قضاء إجازتي الصيفية في البوسنة والهرسك لما تحويه من مناظر جميلة خلابة وبرامج سياحية ممتعة". وواصل: "بعد ذوبان الثلوج في أعالي الجبال تجري الشلالات والأنهار محدثة هديرًا تطرب له أذن السامع ويزداد جمالية مع اقترانه بتغريد الطيور وأيضاً لمسات الطبيعة الرائعة المنظر بألوان الزهور الزاهية والخضرة فتشعر السائح براحة كبيرة واطمئنان".
تنقل صلاح في البوسنة بين جنبات الطبيعة والمرافق الحضرية من الكنائس والمساجد التاريخية في البلد الأوروبي متعدد الثقافات والأديان.
اصطحب سلمان زوجته للاستمتاع بهذه الأجواء، وقال: "أن الاشتراطات الصحية هناك كانت مخففة للغاية لدرجة أن ارتداء الكمامة غير إلزامي".
سلمان وزوجته توقفا في تركيا كمحطة أولى للوصول للبوسنة واستثمروا الأيام الـ 5 في التسوق والتمتع بالأطباق التركية المميزة التي يعدها أمهر الطباخين وأخذ جولة في المناطق السياحية الموجودة في تركيا.
وتمنى سلمان معاودة السفر خلال هذا الصيف واصفًا تجربة سفره بالفريدة وقال: "لا بأس بتجربة وجهة جديدة أخرى".
علوي يضبط ساعة أسفاره
يختار سيد طه علوي المرشد السياحي مواعيد سفره وينتقي وجهته بعناية فائقة، فمعايير الأمان الصحي ترتبط بالزمان والمكان مع تفشي جائحة كورونا.
وقال أنه قصد ثلاث وجهات أثناء سفره في زمن كورونا وهي مصر وتركيا والبوسنة وكانت الإجراءات الاحترازية في المستوى الاعتيادي. وبيّن: "ناهيك عن بعض المصادفات التي واجهناها في تركيا من قبيل إغلاق المحلات في أوقات مبكرة، وإغلاق بعض المدن للحد من انتشار الفيروس".
وأوضح: "ترتبط رحلاتنا بحركة انتشار الفيروس التاجي شدةً أو انخفاضًا، فنختار التواقيت التي تشهد فيه حالات الإصابة بكورونا استقرار في الوجهة التي نقصدها". وواصل: "نطمئن في هذه الحالة على مسافرينا، كما أن إجراءات السفر تكون أيسر، وقضاء الرحلة أمتع لأن الاحترازات تكون في المستويات الأولى".
وقال علوي أن للسفر مع العائلة شروط يجب على رب الأسرة التخطيط لها بعناية من حيث الحالة الصحية للوجهة المقصودة وتوافر الأنشطة التي يمكن لكل أفراد العائلة الاستمتاع بها.
ومن مشاهد السفر الجميلة التي يتذكرها علوي المعاملة الخاصة للمشاركين في التجارب السريرية في مطار البحرين، وقال: "يشترط على المسافرين من مطار البحرين الخضوع لفحص كورونا ودفعنا رسوم تبلغ حوالي 60 دينارًا للفرد، فيما قدم الفحص مجانًا للمسافرين الذي شاركوا في التجارب السريرية".
ودعا المقدمين على السفر للتخطيط له جيدًا وضبط مواقيته للاستمتاع في رحلة آمنة من خطر كورونا.
"الحايكي" يقصد الطبيعة
شجّع تحسُّن الوضع الصحي في البحرين والعالم في مواجهة جائحة كورونا عبد الأمير الحايكي للسفر فقصد طرابزون المنطقة الجبلية في تركيا مع عائلته.
وقال: "تحسُّن الوضع الصحي شجعني على السفر للفرار من الأجواء المشحونة بالأحداث والأخبار السلبية، فقد كانت الفترة الماضية قاسية بمجرياتها".
رحلة السفر كانت سلسة وسهلة وفقًا لما ذكرهُ الحايكي، وأوضح: "إجراءات المغادرة من مطار البحرين كانت اعتيادية جدًا ومنظمة وأضيف لها ملء استمارة صحية لكل مسافر، وكذا كانت إجراءات الوصول إلى مطار طرابزون".
في المنطقة الجبلية سرح الحايكي في جبال طرابزون شاهقة الطول ذات الجمال الأخّاذ، وحرص على زيارة المعالم الطبيعية كمغارة "تشال" وقرية أوزنجول التي بُنيت حول بحيرتها الشهيرة والمليئة بالخَضَار والبيوت الريفية البسيطة الجميلة.
متعة السفر لم تخلو من المشاق، وبيّن الحايكي:"إحدى محطات الرحلة كانت تتطلب سلوك طريق جبلي بالباص، وكان الطريق طويلًا وصعبًا على كبار السن الذين كانوا معنا في الرحلة".
استثمر الحايكي تواجده في المنطقة التي تقع على شمال البحر الأسود للتعرف على حياة الناس وعاداتهم كما بيّنت الصور التي أرسلها للسياحي.
رحلة العودة كانت سهلة أيضًا لكن الحايكي انتقد رسوم فحص كورونا للقادمين لمطار البحرين والتي بلغت 24 دينارًا للشخص الواحد، واعتبرها تكلفة مرتفعة.
نصح الحايكي بالسفر في هذه الفترة، وخصَّ بذلك المناطق السياحية الطبيعية وأمّا بالنسبة للأنشطة التسوّقية في الأماكن المفتوحة والمكتظّة فشدَّد على أهمية لبس الكمام والإلتزام بالإحترازات.
ودعا للسفر في هذه الفترة التي تتسم بتحسن الوضع الصحي مشيرًا إلى أنه يخطط مجددًا هذا الصيف قاصدًا البوسنة والهرسك.
النايم يتحدى مشقات السفر
مجيد النايم قائد رحلات سياحية في احدى شركات السياحة البحرينية تجاوز الحدود مسافرًا أثناء تفشي الجائحة قاصدًا وجهات مختلفة. "السياحي" تواصلت معه عبر الوتس اب أثناء تواجده في البوسنة والهرسك لتستطلع رأيه حول السفر في هذه الفترة.
وقال: "يعتقد البعض أن إجراءات السفر معقدة في هذه الفترة نظرًا للواقع الصحي في العالم، وهذا غير صحيح، فحركة السفر سهلة مع التقيد بالاشتراطات الصحية في الوجهات التي يقصدها السياح". وأضاف: " يمكن السفر ضمن مجموعات سياحية أو عائلية".
وقال عن رحلته إلى البوسنة التي تتمتع بأجواء طبيعية تزداد جمالًا في الصيف: "يمكن للسائح ممارسة العديد من الأنشطة كالألعاب المائية وزيارة الأماكن التاريخية كالكنائس والمساجد إضافة إلى القلاع بكل سلاسة ودون أي صعوبة أو إجراءات مشددة".
وذكر مجيد أن المسافرون شعروا بالجوع في رحلتهم لإحدى المحطات، وكان الطريق طويلًا ولا توجد به استراحة يمكن أن يتزود بها المسافرون بالطعام. وواصل: "في الطريق وجدنا احد الباعة الجوالين فساورني إحساس بأنه المنقذ لنا من سطوة الجوع فتوقفنا عنده ولديه الفاكهة المحبوبة البطيخ الأحمر اللذيذ فعجلنا بشراء أكبرها حجماً ذات 15 كيلو وفي الطريق أخذها أحد زملائي ليصورها للذكرى لكن المؤسف سقطت من يده على الأرض ونظرنا لها بلهفة وواصلنا رحلتنا جوعى دون قضمة واحدة تسد جوعنا".
مشقات السفر لم تثني النايم عن التخطيط لقصد أوكرانيا في موسم الصيف الحالي.
الطبيعة تفتتن الكامل
وجد السيد باقر الكامل في السفر مُتنفسًا للترويح عن نفسه لما شهده من الأحداث التي تسبب بها الفيروس التاجي وقال:"في الفترة الأخيرة تعبنا جدًا من الأحداث التي كانت محيطة بنا، وكانت الضغوطات كثيفة". العبور للبوسنة وهي الوجهة كان سهلًا، وأوضح: "لحسن الحظ أن الإجراءات في مطار البحرين والبوسنة كانت سلِسة ومُيسَّرة". إجراءات السفر يسّرها كثيرًا جواز الصحة الأصفر (دفتر التطعيم) الذي أثبت أن الكامل أخذ جرعات التطعيم بالإضافة لوجود نتيجة فحص كورونا الإيجابية ومِلء استمارة الفحص الخاصّة.
انطلق الكامل في رحلته السياحية إلى البوسنة والهرسك حيث الطبيعة البديعة والساحِرة، مطلع الشهر الجاري، برفقة أصدقاءه ضمن حملة سياحية اختارته لكونهِ مؤثرًا على مواقع التواصل الإجتماعي لينقل أجواء الرحلة في صور وفيديوهات على حسابه لمتابعيه.
افتتن الكامل بالطبيعة في البوسنة والهرسك وقال: "كانت الطبيعة رائعة وتبعث على الطاقة الإيجابية خصوصًا بعد تلك الأجواء المشحونة بالسلبية والإحباط". وأردف:" الحياة هناك كانت طبيعية جدًا كأن لا وجود لكورونا. بالنسبة للإحترازات فلم يكن لبس الكمّام إلزاميًا، وخصوصًا في المناطق السياحية الجبلية والريفية، وأما في المجتمعات الداخلية فكان هناك نسبة بسيطة ممّن يلتزمون بالإحترازات".
لا يخفى أن بلدًا مثل البوسنة والهرسك مليئ بالمناطق التي تكسوها الطبيعة الأخَّاذّة، ولا بد أن العاصمة "سراييفو" كانت المحطّ الأول. استقر الكامل في فندقه بالعاصمة، وزار السوق القديمة المعروفة فيها وبعض المجمعات التجارية وكذلك الجسر المشهور "جسر موستار" أو كما يلفظها أهل البوسنة "ستاري موست".
بعد يومين من إقامته في العاصمة "سراييفو"، انطلق الكامل مع أصدقاءه إلى منطقة "بيهاتش" وهي منطقة ريفية جبلية كان لها النصيب الأكبر من حيث المناظر الجميلة. واستغرقت رحلتهم ما يُقارب 6 ساعات. بالتأكيد لم تخلو هذه الرحلة من المواقف الصعبة حسب ما وصفه الكامل: "كان الوصول إلى المنطقة صعبًا جدًا، حيث كان الطريق طويل ووعِر وغير مُبلّط، كان طريقًا مُظلمًا يفتقرلأيّة إضاءات وكان اعتمادنا الكلّي على إضاءة السيارة فقط! بالإضافة إلى إنهُ كان طريقًا لا يحتوي على حواجز جانبية مما يعني أن أقل خطأ في السياقة كان من المُمكن أو يُودِي بنا". ولكن بالتأكيد شلالات نهر"أونا" استحقت كل هذا العناء. تُعَد شلالات "أونا" من أكبر وأجمل وأشهر شلالات البوسنة والهرسك والتي تتمثّل بالمساحات المليئة بالخَضَار والأنهار النقية المُنعشة الواسعة والجبال شاهقة الإرتفاع.
المدهون في "أم الدنيا"
"أم الدنيا" ما زال حضنها واسعًا ودافئًا، رغم ما أدّت إليه كورونا من ابتعاد وتشتُّت في صفوف الناس. اتخذ حسن المدهون القاهرة مقصدًا سياحيًا له وانطلق في العاشر من يوليو، بصفتهِ قائدًا للحملة مع فوج من السوّاح.
هيّمنت كورونا على العالم وسلبت شعور السعادة من الكثير وهذا ما أكدّه المدهون في قوله حول ما دفعه للسفر:"اتخذت قرار السفر من أجل تغيير الجو والهروب من كآبة كورونا".
وأشاد المدهون بإجراءات مطار البحرين والقاهرة على حدٍ سواء، وقال:" الأمور كلها مُيسّرة بما أنك حاصل على التطعيم أو متعافي".
رأى المدهون أن "الترفيه عن النفس" حاجة موجودة وفي ذات الوقت أصبحت ميزة خصوصًا في ظل الجائحة وما آلت إليه من إغلاق المطارات لعدد من الدول في فترة سابقة من الجائحة. أما الآن ومع تحسّن الأوضاع وانفتاح المطارات على مصراعيها فقد أصبح السفر ميزة وفرصة فعلية.
تتمتّع مصر بالأنشطة السياحية والحضارات العريقة الموغلة في القِدَم، الجوامع الأثرية، ملوك الفراعنة والأهرامات! ولم تكتفي "أم الدنيا" بحضاراتها إلا أنها تميّزت واشتهرت بـ "الكبدة الإسكندراني".
غاص المدهون في المكان والزمان وتعرّف على الثقافة المصرية وتشارك معهم نفس البيئة، وأوضح:"هناك أريحية تامة في ممارسة السياحة". فزار المتحف القومي الوطني للحضارة المصرية والذي يحتوي على قطع أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية، ومن ثم كانت وجهته التالية مسجد محمد علي باشا وهو من المساجد الأثرية الشهيرة في القاهرة، ومنطقة الحسين وبالتأكيد لم يغفل عن زيارة منطقة الأهرامات والتي خاض فيها تجربة ركوب الجمل. ولم يُفوّت لذّة الإستمتاع بالكبدة الإسكندراني في بلدها الأم.
أما عن مواقف المدهون المميزة في رحلته، فإنه يعتبر الرحلة بأكملها كانت مميزة بالنسبة له، وخصوصًا في فترة هذه الجائحة.
ويأمل المدهون بأن يسافر مرة أخرى خلال هذا الصيف ولكن بحسب ما قال:"النية موجودة ولكن لا تتوفر العوامل التي تؤيد هذه النية". ورغم ذلك إلا أنه ينصح الجميع بالسفر في هذه في الفترة وهذا ما أيدّه بقوله:" أنصح الجميع بالسفر وخصوصًا بعد أن خفت موجات كورونا".
