تطبيق عالمي حجز مكانه في ذاكرة ملايين الهواتف النقالة، وأصبح ممارسة يومية يقبل ويدمن عليها الكثير من الناس حتى صار لها “نجوم” كنجوم السينما والمسرح والتلفزيون ولهم متباعين بأرقام مليونية.
فكرته انطلقت من مقاعد الدراسة ووصفت في وقتها بأنها فكرة غريبة ومجنونة، ولكنها اليوم تحولت لشركة تقدر قيمتها السوقية بمليارات الدولارات، ويتهافت كبار المستثمرين على الاستحواذ
عليها.
تطبيق ال “سناب شات” العالمي الذي يتداول مستخدموه مليارات الفيديوات يومياً بدأ كمشروع بحث تخرج في جامعة ستانفورد وقد تحول لشركة تجارية أحدثت الكثير من التغيير في حياة ملايين الأشخاص.
فكرة وفريق
ووقع طلبة جامعة ستانفورد إيفان شبيجل، وروبرت مورفي، وريجي براون في حيرة للوصول لمشروع صفي للتخرج النهائي، لأن تقديم فكرة تطبيق هاتفي تتوفر فيها الإبداع، وإمكانية الانتشار ليس بالأمر بالسهل في ظل تزاحم الكثير من التطبيقات التي تنتجها الشركات العملاقة، والأفراد المحترفون والهواة على مساحات الهواتف الذكية.
خطرت فكرة لشبيجل وكانت في وقتها موضع سخرية ووصفت بالجنون، وهي فكرة لتطبيق هاتف يمكن المستخدمين من إرسال صورهم ومقاطع الفيديو لتقاسم وتشارك اللحظات المصورة، وأيضا النصوص من خلاله، وحمل في بدايته التي انطلقت في يوليو 2011 اسم Picaboo . السخرية لم توقف الفريق الثلاثي من المضي قدماً في انتاج تطبيقهم.
وعمل كل من شبيجل، ومورفي، وبراون معا بشكل وثيق لعدة أشهر متتالية، من خلال إطلاق المنتجات الأولية، ووظف كل فرد منهم مهاراته في العالم الرقمي. فوظف شبيجل خبرته واستفاد من خبرة مورفي في مجال الترميز. وكانت فلسفة التطبيق أن يكون سهلاً فركزوا على جعله سهل الاستخدام، حتى قالت بعض المواقع المتخصصة بأن بساطته وصلت لحد التعقيد.
التطبيق فكرته غاية في الجنون والغرابة، كما أنها جديدة من نوعها على عكس التطبيقات الأخرى التقليدية، والتي تكون عبارة عن إرسال نصوص أو فيديو أو صور، فالتطبيق ببساطة فكرته تكمن في إرسال الصور ومقاطع الفيديو مع إمكانية إضافة النصوص إليها، ومشاركتها مع الأصدقاء ولكن لفترة يحددها المستخدم، من خلال مؤقت .”Timer“
ولعبت فكرة التوقيت دوراً كبيراً في جعله من أكثر التطبيقات الحالية حفاظا على خصوصية مستخدميه، فمن خلال ضبط المؤقت يختفي المحتوى المرسل، فتقل فرص استغلال الرسائل مرة أخرى، أو سرقة الصور. فالصور تختفي من الجهاز المستلم وتحذف من الخوادم الخاصة بسناب شات خلال 24 ساعة. وقبل أسابيع من اطلاق التطبيق انحل عقد الفريق الثلاثي ليتخلى كل من شبيجل ومورفي عن براون. وفي عام 2012 ، غادر إيفان شبيجل جامعة ستانفورد للتركيز على سناب شات قبل فترة وجيزة من إنهاء دراسته. فيما واصل روبرت مورفي مشواره التعليمي ليتخرج من جامعة ستانفورد.
من مشروع جامعي لشركة
تسارعت خطوات المشروع الجامعي لتتحول للركض، فقد أُطلق الإصدار الأول من التطبيق في يوليو 2011 وسجل 127 مستخدماً، لينمو العدد إلى 100 ألف بنهاية عام 2011 . وفي تاريخ 9 مايو 2012 وصف الرئيس التنفيذي ايفان شبيجل تطبيقه، قائلاً: “لا نسعى في سناب شات لإلتقاط لحظات وصور تقليدية، ولكن لجعل الناس يشاركون بعضهم البعض اللحظات المشحونة بالعاطفة”.
حصل تطبيق “سناب شات” على تمويل قدره 485.6 مليون دولار في آخر جولة استثمار، وقُدِرت قيمة الشركة بعد هذا التمويل بحوالي 10 مليارات دولار، وقد تم الكشف عن التمويل في لجنة البورصة والأوراق المالية بوجود 23 مستثمرا في هذه الجولة.
وحتى الآن حصل تطبيق سناب شات على مجموع تمويل يقدر بمبلغ 648 مليون دولار، كما أن الشركات التي وضعت أموالها داخل سناب شات تبقى مجهولة ولم يتم الكشف عنها ولكن طبقا
لتقارير من “بلومبيرج” و”تك كرنش” اقترحت أن هناك بعض شركات التقنية الكبرى مثل ياهو ومجموعة “ .”kpcb وحدثت بعض المحاولات من قبل شركة جوجل وفيسبوك للاستحواذ على برنامج سناب شات بمبالغ كبيرة وصلت إلى 4 مليارات دولار ولكن ايفان شبيغل رفض تماما هذة الفكرة لأنه كان مؤمن ومتيقن أن برنامجه سيرتفع ثمنه في المستقبل نتيجة للنمو المتزايد الذي يحققه.
مؤخراً قررت الشركة أن تدعم برنامج سناب شات لمكالمات الفيديو لاستخدام المحادثات البصرية عند الضغط باستمرار على الزر الأزرق في بضع ثواني بعدها ستضئ الشاشة في وجه من تتحدث إليه مع عدم وجود رنين ولا وجود لمسألة قبول الدعوة، فكان هذا أمرا غريبا حيث يشعر المستخدم للبرنامج كأنه موجود مع الشخص الذي يحادثة في نفس المكان.
إيفان شبيجل
مخترع برنامج سناب شات يعد رائد انترنت أمريكي والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لتطبيق برنامج سناب شات.
مواليد 4 يونيو 1990 في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. درس ايفان في جامعة ستانفورد. وفي عام 2012 ترك الجامعة ليضع كل تركيزه في برنامج سناب شات. قبل فترة وجيزة من إنهاء دراسته كان ايفان يدرس تصميم المنتجات في جامعة ستانفورد اقترح برنامج سناب شات كمشروع تخرج. في 2011 شارك في تأسيس شركة سناب شات مع ريجي براون ، وروبرت ميرفي. قدّرت ثروته في أغسطس 2016 بحوالي 2.1 مليار دولار.
حقائق وأرقام
• تأسست في 2011 تحت اسم . Picboo
• أول اصدار للتطبيق اطلق في سبتمبر 2011 . وكان عدد المستخدمين 127 مستخدماً.
• في نهاية عام 2011 تم تغيير الشركة والتطبيق إلى Snapchat وبلغ عدد المستخدمين 100 ألف مستخدماً.
• في ديسمبر من العام 2012 اطلق التطبيق نسختها الخاصة بأنظمة الأندرويد. كما اطلقت لقطات الفيديو.
• اطلقت في شركة الفيس بوك تطبيق Poke في ديسمبر 2012 الشبيه بتطبيق Snapchat ، ولكن هذا الاجراء عزز من شعبية .Snapchat
• في فبراير 2013 تدوال أكثر من 60 مليون لقطة Snap يومياً.
• في مايو 2013 بلغ لقطات Snap اليومية 150 لقطة يومياً.
• في نوفمبر 2013 عرض مؤسس فيسبوك مبلغ 3 مليار للاستحواذ على Snapchat ورفض شبيجل العرض.
• في نهاية 2013 دشنت خاصية القصص المصورة.
• في مايو 2014 اضافت الشركة للتطبيق محادثات النصية والمحادثات المتلفزة.
• في 2015 سجل تطبيق Snapchat أكبر نسبة نمو في تطبيقات التواصل الاجتماعي والمراسلات لتبلغ 55 %.
• في نوفمبر 2015 بلغ عدد الفيديوات المرسلة في التطبيق 6 مليار يومياً. ومن المتوقع أن تبلغ 10 مليار في 2016 .
• بلغت أسهم شركة في سوق الأوراق المالية 1.81 مليار دولار في مايو الماضي.
• بلغت القيم التقديرية للشركة حوالي 22 مليار دولار.
• تستهدف Snapchat عائدات سنوية تبلغ مليار دولار.
• التطبيق موجه للمراهقين والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 34 سنة إلا أن الكثير ممن تتجاوز أعمارهم الثلاثين يستخدمونه وفقاً لكثير من شركات الأبحاث.
• تبلغ نسبة المستخدمين للتطبيق في الفئة العمرية ما بين 18 – 24 سنة حوالي 45 %.