تجربة سفر ينقلها لنا أحد المسافرين الذي تنقل - خلال بضعة أشهر من تخفيف القيود - بين عدة مطارات بحكم عمله، ورغم القيود الاحترازية العالمية المفروضة إلا أنها كما يقول كانت بين الشديدة والمتوسطة حسب ارتفاع أو انخفاض عدد الإصابات ليس محلياً فقط، وإنما عالمياً أيضاً وهو ما يبين جهوزية العودة إلى الحياة السابقة بحذر شديد جداً.
كانت البداية شهادة فحص PCR والحجر العنوان الأبرز، سواء مسافر أو عائد فإن الخضوع للحجر لابد منه حتى مع وجود النتيجة السلبية، بعد ذلك تطور الأمر وسقط الحجر إلا أن الفحص لازال مع دخول شهادة أخذ اللقاح واختلفت بين المطارات فمنهم من سمح بالدخول مع الجرعة الأولى وبين من شدد على أخذ الجرعتين وحدد أنواع من اللقاحات واستبعد السماح لمن أخذ لقاحات أخرى رغم إجازتها من قبل منظمة الصحة العالمية.
الجدل الحاصل بالنسبة لفعالية اللقاحات لا زال ساخناً، ولا زال يعيق تقدم السفر السياحي في موسم هذا الصيف الذي ينتظره العاملون في القطاع السياحي بشوق كبير للتعويض عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم جراء الإغلاق خلال العام الماضي حتى وصلت فيه الخسائر إلى أرقام فلكية جداً لم يكن أحد يتوقعها لقطاع حيوي يعمل على مدار العام ويشكل إضافة اقتصادية في الناتج المحلي.
ويضيف الشاهد المسافر إن المرافق السياحية النشطة في بعض الدول المعروفة باستقطابها السياح من مختلف دول العالم أصبحت مهجورة، والمدن الشاطئية والميادين الحيوية في وسط بعض الدول أصبحت مدن أشباح بعد أن هجرها السواح لأكثر من عام، في الوقت الذي أغلقت فيه معظم المطاعم أو غيرت من نشاطها تفادياً لمزيدًا من الخسائر.
أما عن الأجواء في داخل الطائرات فيقول: تفاوت الأمر كذلك رغم التقدم الكبير والاحترازات المشددة طيلة الرحلة، وتقديم خدمات التعقيم من الكمامات والقفازات والمعقمات وغيرها من أمور هامة للحد من انتقال العدوى وهي تختلف عن الإجراءات في المطار أو الأماكن العامة، ويبقى ارتداء الكمام إجراء لا يتنازلون عنه.
أتوقع والكلام للمسافر الشاهد: أن تشهد الأيام القادمة بسبب زيادة عدد المسافرين إجراءات أكثر مرونة قبالة الإجراءات المشددة الحالية بعد أن أيقن المسافرون بأن كل هذه الاحترازات من أجل سلامتهم في المقام الأول وإن عليهم التقيد بها تفادياً لخسارة رحلتهم أو تعرضهم لإجراءات قانونية مشددة قد تحرمهم من السفر لسنوات طويلة.
محمود النشيط
إعلامي متخصص في العلاقات العامة