أوصى المنتدى العالمي للسياحة العلاجية والسفر الصحي IHTF 2022 الذي عقد في عمّان برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تحت شعار: "عمان عاصمة الطب العربية" بضرورة التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وضرورة تعزيز دور الدبلوماسيين في التعاون الصحي بين الدول العربية.
وأكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة ورئيس المنتدى د. فوزي الحموري أهمية دور الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في إبراز المنجزات التي حققها القطاع الصحي في الأردن.
قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، إن الأردن يُعد من أفضل عشر دول للسياحة العلاجية في العالم، "الأمر الذي يدعوننا للفخر بهذا المنجز الوطني".
وواصلت الطبي شراكتها الإعلامية مع الحدث العالمي الذي يعقد كل عامين برعاية إعلامية مشتركة مع السياحي للمنتدى.
السياحة العلاجية نهر اقتصادي في الأردن
- السياحة العلاجية تدعم الاقتصاد الأردني
وافتتح المنتدى وزير الصحة د. فراس الهواري مندوبًا عن العاهل الأردني وقال أن السياحة العلاجية في الأردن تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قبلِ جلالة الملك عبدالله الثاني، لافتاً إلى أنّ هذا الاهتمام بدا واضحًا من خلال تأكيد جلالته في العديد من المناسبات على امتلاك الأردن المقومات الكافية ليُصبحَ وِجهة متميزة للسياحة العلاجية.
وأشار د. الهواري إلى أنّ المنتدى يسهم بدعم السياحة العلاجية من خلال توفيره الفرص لتسليط الضوءَ على سُبل التعاون الحقيقي بين الشركاء في القطاعين الطبي والسياحي من أجل أن تكون السياحة العلاجية في الأُردنّ رائدة على مستوى المنطقة في استقطابِها للمرضى.
من جانبه، قال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، ورئيس المنتدى د. فوزي الحموري خلال الافتتاح، إن المنتدى يُعد الأكبر على مستوى العالم بمجال السياحة العلاجية والسفر الصحي على مدى يومين، ويشمل 11 جلسة متخصصة بمجالات متعددة متعلقة بالقطاع، مثمناً الدعم الملكي لقطاع السياحة العلاجية والاستشفائية في المملكة.
وأكد أهمية المنتدى لتعزيز محاور السفر الصحي الثمانية الواردة في إعلان عمان 2017، وتشمل السياحة العلاجية، وسياحة طب الأسنان، والسياحة الاستشفائية، وسياحة المنتجعات، وسياحة الأكل الصحي، والسياحة الرياضية، وسياحة التقاعد، والسياحة المتاحة للجميع.
وشدد على أن التوسع في هذه المحاور يسهم في زيادة أعداد الوافدين إلى الأردن، ويزيد إيرادات الخزينة من العملات الصعبة والمساهمة في استقرار الدينار الأردني وتشغيل المزيد من المواطنين الأردنيين وخفض نسبة البطالة.
وأشار د. الحموري إلى أهمية السياحة العلاجية والسفر الصحي في تعزيز الدخل القومي بالعملات الصعبة حيث تشكل عوائد القطاع ما يقارب 4 % من الناتج المحلي الإجمالي، وتساهم أيضا في إيجاد فرص عمل للأردنيين، مشيرًا إلى أن قطاع المستشفيات الخاصة يشغل ما يزيد على 40 ألف موظف غالبيتهم من أصحاب المهارات، وقال: "إذا تمكنا من زيادة أعداد زوار المملكة ضمن محاور السفر الصحي الثمانية فإن الدخل المتأتي سيتضاعف خلال الخمسة أعوام المقبلة".
- الدبلوماسية والصحة
ناقشت الجلسة من المنتدى العالمي للسياحة العلاجية والسفر الصحي 2022 في يومها الأول، دور الدبلوماسيين والمنظمات الدولية والقوانين في تحسين الرعاية الصحية، وتعزيز التعاون بين البلدان كافة في هذا المجال.
وأكد المتحدثون على ضرورة تطور العمل الدبلوماسي لزيادة التنسيق والتشارك في جميع المجالات والقطاعات، لا سيما الصحية منها وتعزيز السياحة العلاجية والسفر الصحي إلى الأردن، والتشارك مع وزارة الصحة والجهات الحكومية وجمعية المستشفيات الخاصة؛ لتسهيل إجراءات دخول المرضى للسياحة العلاجية.
ولفتوا إلى حجم الإنفاق على العلاج من الدول العربية، مشددين على ضرورة التنسيق لاستفادة الأردن من هذا الإنفاق في ضوء توفر جميع الإمكانات الطبية والاستشفائية والأسعار التنافسية.
ودعا المتحدثون في الجلسة التي بحثت أهمية التشريعات والقوانين والأنظمة في تعزيز السياحة العلاجية والسفر الصحي، إلى تطوير التشريعات والأنظمة الناظمة، مبينين أنه توجد قوانين عدة تعزز الثقة لدى المريض العربي القادم إلى الأردن ومنها قانون المساءلة الطبية ونظام المستشفيات الخاصة.
وشددوا على ضرورة الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتسويق السياحة العلاجية، مع تفعيل دور الدبلوماسيون الأردنيين في الخارج؛ لإعطاء صورة مناسبة عن القطاع الطبي الأردني، وتفعيل محاور إعلان عمان لتوسيع نطاق السفر الصحي وزيادة زوار المملكة.
وفي سياق منفصل، عقدت جلسة متخصصة بعنوان "التميز في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية"، عرض فيها المتحدثون أبرز ما توصلت إليه الأردن من تطور في علاج أمراض القلب، وأهم العمليات التي أجريت بهذا المجال في الأردن والعالم، وأين وصل العلم بهذا المجال.
- الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء
أكد المنتدون في جلسة بعنوان "دور المنظمات الدولية في تحسين الرعاية الصحية" على ضرورة تفعيل التكنولوجيا الخضراء في المستشفيات، وتطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، والتعاون المشترك بين المنظمات الدولية للسيطرة على الأمراض المعدية، وتبادل المعلومات الصحية وتعزيزها، بالإضافة إلى مساعدة البلدان الفقيرة في توفير العلاج، وتنمية القيادات.
وشددوا على ضرورة استمرار الأنشطة المشتركة لتفعيل السياحة العلاجية، وتطوير الرعاية الصحية للمرضى بين الدول، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودعم المستشفيات لسلامة المرضى.
وأفتتح على هامش المنتدى العالمي للسياحة العلاجية والسفر الصحي 2022، معرض شاركت فيه المستشفيات المعنية بالسياحة العلاجية وشركات الأجهزة والمعدات الطبية ومركز المحاكاة السريرية التابع للمجلس التمريضي الأردني، وشركات الأدوية والتأمين والبنوك وشركة الخطوط الملكية الأردنية الناقل الرسمي للمنتدى؛ للمساهمة في توفير فرصة للتعاون بين مقدمي ومشتري الخدمات الصحية وتوقيع اتفاقيات ثنائية.
- الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
وأكد المتحدثون جلسة تجربة المرضى واستمرارية الرعاية في ضرورة التواصل الأفضل مع المرضى بما يسهم في تجويد الرعاية الصحية وأخذ تغذية راجعة من المرضى، والتركيز على حق المريض للوصول للخدمة الصحية المقدمة وإدارة احتياجاتهم، وتوفير السبل الممكنة للوصول بكل يسر إلى المستشفيات.
وفيما يتعلق بالترابط بين السياحة والعلاج أكد المشاركون في جلسة "كيف تكون رائدًا كوجهة للسياحة العلاجية والاستشفائية"، أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ليبقى الأردن ضمن الدول العشر الأولى في السياحة العلاجية والسفر الصحي، في ضوء توفر الكفاءات الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في المستشفيات، ما يسهم في استهداف أسواق جديدة.
وشددوا على قدرة الأردن التنافسية في المنطقة بما تتمتع به من ميزات علاجية واستشفائية، ولديه الخبرات والكفاءات الطبية في الاختصاصات المتنوعة، واستغلال منطقة البحر الميت والينابيع الحارة والترويج للمناطق والتسويق عبر السياح واستهداف الأسواق الجديدة، وتوظيف خبرات مكاتب السياحة في جذب السياحة العلاجية وتعزيز محاور السفر الصحي.
وناقش المتحدثون في جلسة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي وكيفية فتح فرص تبشّر بتحسين تقديم خدمات الرعاية الصحية والأدوية في العالم.
وأوضح المتحدثون أن الذكاء الاصطناعي ينطوي على إمكانات ضخمة تؤهله لتحسين صحة ملايين الأفراد في العالم، ويتيح للدول في مساعدة الكوادر البشرية في استغلال الذكاء الاصطناعي والعمل لتحسين سرعة تشخيص الأمراض وإجراء الفحوصات ودقتهما، كما هي الحال في بعض البلدان الغنية التي بدأت في استخدامه، والمساعدة في الرعاية السريرية، وتعزيز الأبحاث الطبية وتطوير العقاقير.
ولفت المتحدثون إلى ضرورة الذكاء الاصطناعي واستخدام التقنيات الحديثة في شتى تدخلات الصحة العامة مثل ترصد الأمراض، وإدارة نظم الصحة، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يمكّن المرضى من التحكم بقدر أكبر في رعايتهم الصحية وتعميق فهمهم لاحتياجاتهم المتطورة، مؤكدين ان الذكاء الاصطناعي يزيد فرص العمل في القطاع ولن يستغني عن الكوادر الصحية الأساسية.
وثمن المشاركون في جلسة "التميز في علاج السرطان"جودة الخدمات المقدمة في علاج مرضى السرطان في الأردن في مركز الحسين للسرطان والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الأردنية الأخرى، وذلك عبر الاهتمام في الأبحاث وتطويرها، وتأهيل الكوادر الطبية عبر التدريب المستمر، ما أسهمت في سبل شفاء المرضى، مشددين على دراسة تجربة المريض الطويلة في مسيرة العلاج.
وأكدوا على ضرورة التعاون والتنسيق ما بين القطاعات الصحية المختلفة المحلية والخارجية للوصول إلى المستويات متقدمة في علاج مرضى السرطان، والاطلاع على احدث الأبحاث في القطاع والتقنيات المستخدمة، مبينين أن التميز في علاج السرطان يحتاج لأساسات قوية وأنظمة ثابتة تدور في محورها حول المريض والتخفيف من معاناة المرض وذويه خلال رحلة العلاج وضمان جودة الحياة بعد الشفاء.
وأكد المتحدثون في جلسة "الجودة والاعتمادية لرعاية صحية أفضل" أهمية الحوكمة في الرعاية الصحية والاعتمادية وتطبيقها، وحسن استخدام الكوادر البشرية، والعلاجات والمعايير التي تركز على حق المريض والضمانة في تلقي خدمات صحية ذات كفاءة، للدفع باتجاه تحسين جودة وسلامة مؤسسات الرعاية الصحية وضمان تطويرها وتأهيل كوادر الرعاية، ما يسهم في تعزيز السياحة العلاجية ومحاور السفر الصحي، وتقديم الخدمة الآمنة.
- رقمنة الخدمات الصحية
وفي الجلسة النهائية أوصى المؤتمر التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وتعزيز التعاون الصحي بين الدول المشاركة وتبادل الخبرات ونقل المعرفة، وضرورة تعزيز دور الدبلوماسيين في التعاون الصحي بين الدول العربية.
وقال رئيس المنتدى، د. فوزي الحموري، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) دعا لدعم الاختصاصات الطبية التي تميزت بها المملكة؛ للمحافظة على مكانة الأردن كمركز إقليمي للعلاج، وأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز تنافسية المملكة، والتوسع في تطبيق الاعتمادية المحلية والدولية لضمان جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
وأكد أن المنتدى ركز في جلساته على ضرورة تعزيز مكانة الأردن كمقصد للسياحة العلاجية والاستشفائية من خلال التوسع في محاور السفر الصحي الواردة في إعلان عمان، وشدد على أهمية القوانين والتشريعات والأنظمة التي تراعي التطورات في القطاع الصحي، وتحفظ حقوق المرضى وتوفر الحماية لمقدمي الخدمات الصحية، وتسهل وصول المرضى للعلاج والاستشفاء.
وشدد د. الحموري على أهمية دور الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في إبراز المنجزات التي حققها القطاع الصحي في الأردن، وتسليط الضوء على الأماكن الاستشفائية، داعيًا إلى أن يكون الإعلام مسؤولاً ومهنياً وينبذ المعلومات المضللة والأخبار غير الصحيحة.
يذكر أن المنتدى عقد بتنظيم من جمعية المستشفيات الخاصة تحت شعار: "عمان عاصمة الطب العربية"، واستمر 3 أيام وحضره نحو 750 مشاركًا من 52 دولة منهم 70 متحدثًا، وحضره وزراء أردنيون وعرب وعدد من المسؤولين في وزارات الصحة العربية والأجنبية، إضافة إلى سفراء ودبلوماسيين، وممثلون عن جهات محلية ودولية متخصصة في قطاع الصحة والسياحة العلاجية والسفر الصحي من مستشفيات ومراكز رعاية صحية، وأطباء، وهيئات ومؤسسات دولية ذات الصلة، وشركات تأمين وأدوية ومعدات طبية، يمثلون 52 دولة، إضافة إلى ممثلي وسائل إعلام محلية وعربية وعالمية.
ويعزز المنتدى، الذي جاء بالشراكة مع وزارة الصحة وهيئة تنشيط السياحة، وبالتعاون مع اتحاد المستشفيات الدولي والمجلس العالمي للسياحة العلاجية واتحاد المستشفيات العربية مكانة الأردن كوجهة للسياحة العلاجية والسفر الصحي، لترجمة لرؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت برعاية ملكية، حيث كانت الرعاية الصحية والسياحة العلاجية من أولويات النمو الاقتصادي في تلك الرؤية.