أصبحت محافظة ظفار ملتقى سنويًا لأبناء دول مجلس التعاون الخليجي بل يصنفها الكثير من ضمن المصايف التي تستقطب عددًا كبيرًا من الزوار لما تتمتع به من خاصية مميزة حينما تكون درجة الحرارة ملتهبة في بعض عواصم دول الخليج بما فيها مسقط إذ تعتدل درجة الحرارة في فصل الصيف بمحافظة ظفار ليشد إليها الرحال من مختلف محافظات وولايات السلطنة لتكون محطة التقاء بأشقائهم من باقي دول الخليج لقضاء أوقات ممتعة وسط أجواء مثالية في موسم يسمى الخريف والذي يبدأ سنويًا عادة من تاريخ 21 يونيو وينتهي في 31 أغسطس.
وتشير آخر إحصائيات عدد زوار محافظة ظفار خلال الفترة من 21 يونيو وحتى 15 أغسطس إلى 739 ألفًا و 884 زائرًا مسجلة ارتفاعًا بنسبة 16.3 % مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم والتي بلغت 636 ألفًا و218 زائرًا.
وبدون شك هذا الرقم قابل للزيادة خلال ما تبقى من أيام معدودة من عمر هذا الفصل والتي لم يعلن عنه حتى كتابة هذا المقال والتي يتوقع أن يصل فيها الرقم إلى مليون زائر.
بدون شك عدد الزوار لمحافظة ظفار من العمانيين بدأ يتنامى عام بعد عام وهذا مؤشر جيد من حيث تنشيط السياحة الداخلية حيث بلغت نسبة زيادة السواح العمانيين 16% ، بواقع 516 ألف و 276 زائرًا.
وما يثلج الصدر في هذا الجانب أن محافظة ظفار بشتى ولاياتها العشر صلالة و ثمريت و طاقة ومرباط ورخيوت وضلكوت وسدح وشليم وجزر الحلانيات ومقشن وأخيرًا المزيونة، أصبحت محطة لفت أنظار أبناء دول مجلس التعاون الخليجي بل ملتقى سياحيًا سنويًا يجمع شتى العوائل والأسر والأهالي والأصدقاء والأصحاب والأحباب تحت ظل خريف ظفار.
هنا نود أن نلقي الضوء على بعض الأرقام والإحصائيات التى صدرت في هذا الجانب والتي تشير إلى ارتفاع عدد ضيوف أبناء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووصلت إلى 125 و 889 ألف عما كانت عليه في موسم خريف ظفار للعام المنصرم 2022 مسجلة ارتفاع ما يقارب نحوى 19 ألف زائر. بدون شك هذه الزيادة في عدد الزوار تشكل نسبة جيدة إلى حدٍ ما إذا ما عرفنا أن سوق السفر العربي خلال موسم الصيف يشهد تزاحمًا وتنافسًا كبيرًا من قبل المصايف والقبلات السياحية في مختلف دول العالم.
لكن تبقى محافظة ظفار لها خصوصياتها التي تنفرد بها من مناظر طبيعية خلابة إلى جانب الطقس المعتدل وموسم الخريف المصحوب بالأمطار والضباب، إلى جانب الاهتمام الحكومي من قبل مكتب محافظ ظفار ممثلًا في بلدية ظفار التي لم تألو جهدًا في تخصيص مهرجان خاص لهذا الموسم ألا وهو مهرجان خريف ظفار الذي سخرت فيه البلدية كل إمكاناتها وعتادها البشري لخدمة زوار المحافظة إلى جانب عدم إغفال الجانب الترفيهي والذي يبحث عنه الزائر إذ حرصت البلدية على تنوع الفعاليات والبرامج والأنشطة المصاحبة للمهرجان وفي مختلف الولايات العشر لكي تتيح للزائر الاستمتاع بكل اللحظات التي يقضيها في المحافظة من خلال تلك البرامج وزيارة مختلف الفعاليات.
كذلك لا ننسى أن نقف عند فئة مهمة من الزوار التي تتخذ من محافظة ظفار محطة سنوية وتزور المهرجان بشكل مستمر ألا وهي الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في السلطنة إلى جانب الضيوف القادمين من الخارج من مختلف الجنسيات والذين أتوا خصيصًا لزيارة المحافظة والاستمتاع بموسم خريف ظفار والذين بلغ عددهم 97 ألفًا و719 زائرًا مشكلين ارتفاعًا بواقع 15 ألف زائر عن العام المنصرم.
لاشك أن هذا الارتفاع في نسبة الزوار لم يأت من فراغ بل أن حملات الترويج التي صاحبت هذا الموسم كانت مثمرة إلى حد ما حيث شاهدنا الكم الهائل من الدعايات والإعلانات والترويج لزيارة المحافظة، وتنافس عليها عدد كبير من مشاهير التواصل الاجتماعي من داخل وخارج السلطنة إلى جانب الحملات الرسمية المحلية المعنية بالمهرجان. وهنا نقف عند مدى التأثير المباشر الذي ينقله صناع المحتوى من حيث نقل كافة التفاصيل التي تتمتع بها المحافظة والتي كان لها الدور الرئيسي في استقطاب العدد الأكبر من السياح والزائرين للمحافظة سواء من داخل السلطنة أو خارجها.
موسم خريف ظفار 2023 موسم شهد الكثير والعديد من البرامج والفعاليات والأنشطة والمعارض والمؤتمرات والملتقيات الثقافية والسياحية والرياضية والفنية وهذا الحراك يعطي المحافظة الزخم الكبير من الترويج والتسويق للمحافظة من حيث جاهزيتها لاستضافة أحداث ذات طابع عالمي بعد أن أثبتت محافظة ظفار جهوزيتها من مختلف الجوانب. ما نتمناه فقط التركيز على الجوانب اللوجستية المهمة التي من شأنها أن تجعل من المحافظة الخيار الأول لإقامة كل الأنشطة خلال موسم الخريف وبدون شك هذا الجانب يعد من اهتمامات الحكومة بشكل عام والمحافظة بشكل خاص على سبيل المثال إقامة الجسور لتخفيف الازدحام على الطرق والتي أصبحت تقلق الزائر والمقيم على حد سواء.
كتب: إسحاق الحارثي