أوصت منظمة الصحة العالمية بالمداومة على تغسيل اليدين بالماء والصابون أو تعقيمهما بالمطهرات كتدبير وقائي للحد من الإصابة بعدوى كورونا COVID -19 وغيرها من الأمراض.
فما هي قوة الصابون التي تقضي على الفيروس؟
مجلة الأبحاث التابعة لـ "مايو كلاينك" Discovery's Edge تجيب على هذا السؤال بالتالي:
يتكون فيروس COVID-19 من الحمض النووي الريبي الفيروسي محاط بغشاء دهني يسمى الغلاف الدهني ويتكون من بروتينات تساعد الفيروس في الولوج للخلايا البشرية.
عند غسل اليدين تصل جزيئات الصابون إلى الغلاف الدهني في الفيروس وتفككها وتتجمع جزيئات الغلاف الدهني حول جزئيات الصابون التي تحيط بها تمامًا في بنية تسمى micelle.( المُذَيْلَة أو الأيون الغروي هي جسيم مكهرب من مادة شبه غروية) ينجذب الطرف الخارجي من جزيئات الصابون إلى الماء، وهذا يحافظ على تحريك micelle وأسيرها الفيروسي أثناء غسل الصابون في الماء من الصنبور ويصل إلى مياه المجاري بعد تفككه.
وقال دكتور ويليام شافنر، وهو أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في كلية الطب Vanderbilt University School of Medicine في مدينة ناشفيل في لقاء مع شبكة CNN: "كل تلك الفقاعات والرغوة تلتقط الجراثيم وتزيلها في مصرف المياه".
وقال بيل ويست، وهو أستاذ مساعد في جامعة إيموري: "يمكن استخدام الماء البارد، لكن يجب التأكد من انتاج الكثير من الرغوة. لذلك، ربما تحتاج إلى تكرار أغنية "عيد ميلاد سعيد" ثلاث مرات بدلاً من مرتين".
وبدوره، أفاد ويست أنه "يمكن الحصول على مزيد من الرغوة والفقاعات باستخدام الماء الدافئ والصابون". وبالتالي، يُعد هذا مؤشراً على أن الصابون يحاول تغليف البكتيريا والفيروسات الموجودة على اليدين.
وبالنسبة إلى المياه الساخنة، فهي تقتل البكتيريا أو الفيروسات إذا وصلت إلى درجة حرارة مرتفعة للغاية، ويمكن أن تتسبب في حرق الجلد.
أوضح عالم الفيروسات، جون ويليامز، وهو رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى UPMC للأطفال في مدينة بيتسبرغ أن استخدام مزيج الصابون والماء هو أكثر فعالية، بسبب قدرته على حبس الكائنات الحية الدقيقة وإزالتها. وذلك بالمقارنة مع الكحول، التي تقتل الجراثيم لكن لا تزيلها.
ولا يقتل الصابون والماء فيروس كورونا المستجد فحسب، وإنما أيضاً يمكنه قتل فيروس الإنفلونزا، الذي يُعد سبباً وراء وفاة ملايين الأشخاص كل عام.
