الصوم ومرضى السرطان ...د. ساجدة سبت

مع قرب قدوم رمضان يتساءل مريض السرطان هل يمكنني الصيام؟ وهل سيؤثر على صحتي وجلسات علاجي؟

الصيام فريضة فرضها الله على عباده لما فيها من الخير الكثير للإنسان، ولكنه أعطى رخصة للمريض بأن يفطر تبعاً لتعليمات الطبيب ولفتوى دينية متى ما رأت أن الصيام قد يضر بالمريض.

الصيام بوجه عام غير ممنوع على مرضى الأورام، كما أن بعض الدراسات الحالية - قيد البحث - أثبتت أن الصيام بأنواعه المختلفة يقوم ببعض التغيرات الإيجابية على التمثيل الغذائي للجسم، مما يؤثر بشكل إيجابي على مسار الورم ويزيد من فاعلية بعض الأدوية في الدم.

على مريض السرطان استشارة الطبيب قبل الشروع في الصيام، وعليه يتم تحديد برنامج آمن للصيام دون التأثير السلبي على الحالة الصحية، وعلى المريض الحرص على السحور لما فيه من بركة وصحة للجسم.

 

الفئة التي يسمح لها بالصيام:

 1- المرضى الذين يتناولون العلاج الكيماوي على فترات متباعدة أي حوالي كل 15 أو 21 يوم وتكون مدة الجرعة من ساعة إلى 3 ساعات، يسمح لهم بالصيام لكن بشروط. أولها تقييم حالة المريض من قبل الطبيب المختص، وأن يكون بصحة جيدة تسمح له بالصيام. يجب على المريض الإفطار يوم تلقي الجرعة وبعدها بيوم أو يومين بسبب ما يحدث من مضاعفات كالقيء والغثيان والحاجة لتناول سوائل بشكل كبير.

 

2- المرضى الذين يتناولون علاج موجه أو هرموني مثل مرضى سرطان الثدي، ويكون عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم. ينظم الطبيب المختص موعد الجرعات على مواعيد الإفطار والسحور، شرط أن لا يشتكي المريض من أي أعراض جانبية.

 

3- المرضى الذين أنهوا العلاج، ويكونون تحت المتابعة الدورية من قبل الطبيب، بشرط أن تكون الحالة العامة تسمح بالصيام وذلك بعد إجراء التحاليل والأشعة اللازمة.

 

الفئة التي لا يسمح لها بالصيام:

  • في حالة العلاج الإشعاعي (الذي هو عبارة عن جلسات أشعة يومية)، يختلف اختلافاً كبيراً على حسب التشخيص ومنطقة العلاج، فهناك مرضى يصيبهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية نتيجة العلاج نفسه فلا طاقة لهم على الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الأشعة ملء المثانة بكمية من السوائل قبل تلقي العلاج لحماية باقي أعضاء الأحشاء الداخلية التي لا يستهدفها العلاج من تلقي الأشعة وغيرها من الإجراءات العلاجية.
  • المرضى الذين يتناولون الجرعات على مدى أيام متتالية تتطلب حجز المريض في المستشفى، لتعرضه إلى هبوط في الدم والمناعة ونسبة الهيموجلوبين والصفائح الدموية كمرضى أورام الدم.
  • المرضى الذين تتأثر لديهم وظائف الكلى أو الكبد من جلسات الجرعات الكيماوي.
  • المرضى الذين لديهم أمراض مزمنة مصاحبة للأورام كأمراض السكر والضغط والقلب فلابد لهم من استشارة الطبيب قبل الصيام.

 

ولصيام آمن أقدم النصائح التالية:

  • تناول الأطعمة التي تشعرك بالشبع.
  • استشر الطبيب في مواعيد الدواء ولا تغيرها من تلقاء نفسك.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل صعود الدرج أو المشي وتحريك العضلات، أمر غاية في الأهمية لصحتك وتنشيط الدورة الدموية في جسمك خلال ساعات الصيام.
  • الاهتمام بالتغذية المتوازنة للمريض المسموح له بالصيام، حتى يستطيع الصمود في فترة الصوم، وحتى لا يصاب بالأنيميا مما يؤثر على فاعلية العلاج وموعد الجرعات.
  • تناول كميات متوازنة من البروتينات المتمثلة في اللحوم الحمراء والبيضاء.
  • الإكثار من شرب الماء والسوائل يوميًا بين وجبتي الإفطار والسحور، حتى لا يحدث انخفاض في نسبة السوائل بالجسم مما يؤثر على وظائف الكلى وبالتالي تؤثر على استمرارية جلسات العلاج. السوائل تعمل أيضًا على تخفيف الأعراض الجانبية التي يسببها العلاج الكيميائي مثل القيء والإسهال أو الإمساك.

 

د. ساجدة سبت

رئيس الأطباء المقيمين في عالج الأورام والطب التلطيفي مركز الأورام / مجمع السلمانية الطبي