مختبر الأمراض التشريحية ...أمل أحمد الصايغ

يعتبر مختبر الأمراض التشريحية أحد أقسام المختبرات الطبية المهمة،  ويتركز عمله على دراسة النسيج والخلايا والتعرف على مكوناتها من أجل تشخيص الخلايا السليمة من المعتلة، ولكشف وتشخيص وتصنيف الأورام، إضافة لتقديم معلومات تشخيصية وعلاجية عن طريق فحصها بالمجاهر الخاصة ويجري هذه الفحوصات فريق من الأطباء والفنيين المتخصصين.

وينقسم المختبر إلى:

 

١. الأنسجة الروتينية:

وتبدأ أولى الخطوات بأخذ عينة من النسيج أو النسيج كاملًا من المريض في غرفة العمليات أو المناظير ووضعها في مادة حافظة قبل إرسالها للمختبر، وعادة يستخدم محلول متعادل من مادة الفورمالين للمحافظة عليها من التحلل والتلف أو التغيرات التي تحدث للنسيج بعد إزالته من المريض.

في المختبر يقوم الطبيب المختص وبمساعدة فني المختبر بوصف العينة وأخذ الأجزاء المهمة وذلك على حسب نوع العينة وحجمها والبروتوكول المنصوص عليه عالميًا، بعد ذلك تمر العينة بمراحل قد تستغرق يومًا كاملًا لإحلال الماء الموجود في النسيج بالشمع الخاص بواسطة سلسلة طويلة من المحاليل الكيميائية باستخدام جهاز خاص وتحت حرارة وضغط معين حتى تصل إلى المرحلة الأخيرة.

بعدها يتم عمل قالب شمعي من شمع منصهر وبعد أن يجمد القالب يتم تقطيعه إلى شرائح رقيقة جدا تبلغ سمكها من ٢ إلى ٦ ميكرون، توضع هذه الشرائح الرقيقة على شريحة زجاجية ويتم صبغها بصبغة خاصة وتغليفها بطبقة زجاجية أخرى للحفاظ عليها وتكون جاهزه للفحص تحت المجهر.

وتجدر الإشارة إلى أن القالب الشمعي يمكن تقطيعه لعشرات الشرائح ونستطيع الاحتفاظ بالقالب الشمعي والشرائح الزجاجية لمدة تزيد عن عشر سنوات.

 

٢. الفحص بالتثليج:

يقوم المختبر بمساعدة الجرّاح في غرفة العمليات خلال العملية، إذ يقوم الجرّاح بأخذ عينة من المريض وبصورة مستعجلة يتم بعثها إلى المختبر ويتم تثليجها تحت درجة حرارة أقل من -٢٠ درجة مئوية (تحت الصفر)، ويتم عمل شريحة رقيقة بسمك ٦ إلى ٨ مايكرون وصباغتها ويقوم طبيب المختبر بفحصها وإعطاء الجرّاح نتيجة أولية إذا كان الورم حميد أو سرطاني وذلك قبيل إنتهاء العملية وإغلاق الجرح، وكل هذه الخطوات لا تستغرق أكثر من نصف ساعة.

 

٣. فحص الخلايا وسوائل الجسم:

يستقبل مختبر الخلايا عينات من سوائل الجسم المختلفة لفحصها والبحث عن الخلايا الطبيعية من خلايا سرطانية أو الخلايا التي تشير إلى وجود الالتهابات، وذلك عن طريق تركيز السوائل والخلايا في دائرة صغيرة على شريحة زجاجية، ثم صباغتها وفحصها تحت المجهر.

 

٤. مسحة عنق الرحم:

يتم عمل مسحة عنق الرحم في عيادة أمراض النساء ويتم بعدها تحليل وفحص هذه العينة في المختبر بعد تحويل الخلايا الموجودة بها على شريحة زجاجية تمهيدًا لفحصها تحت المجهر لتشخيص الأمراض التناسلية والأورام والالتهابات.

 

٥. عيادة السحب بالإبرة الرفيعة:

يقوم الطبيب المختص بسحب العينة بإبرة رفيعة جدًا من داخل الورم إذا كان الورم محسوس وسطحي وثم يضعها مباشرةً على شريحة زجاجية وصباغتها بصبغة أولية وفحصها تحت المجهر ولا تستغرق هذه العملية أكثر من ربع ساعة وفي حال لم تكن العينة كافية يستطيع أن يسحب الطبيب عينة أخرى من المريض.

أما إذا كان الورم غير محسوس فيلجأ الطبيب إلى قسم الأشعة حيث تؤخذ العينة تحت الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية، حيث يقوم الطبيب بإدخال الإبرة الرفيعة مباشرة داخل الورم وسحب العينة وفحصها.

هذه العملية، تتيح للطبيب صورة أفضل للورم، حيث يستطيع أن يتأكد من مدى خطورته على المريض، وبعدها يستطيع الطبيب أن يقرر إذا كان المريض يحتاج للخضوع لعملية جراحية لإزالته أو تركه إذا كان لا يمثل خطورة على المريض.

 

 

أمل أحمد الصايغ

فنية مختبر تشريحي