الهايدروكسي كلوروكوين... د. نبيل تمام

منذ تشخيص الحالات الأولى بالتهابات رئوية نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد في البحرين وتحديدًا في مجمع السلمانية الطبي، استخدم الطاقم الطبي عقار الهايدروكسي كلوروكوين  في علاجهم، كما تم استخدامه في دول أخرى أيضًا لنفس الحالات.

ليس بين يديَّ في الوقت الراهن دراسات محلية لتبيان فعالية هذا العقار ومدى الآثار الجانبية له، ولكن ما زالت الطواقم الطبية المسؤولة عن علاج الحالات القديمة والمستجدة تستخدمه.

عقار الهايدروكسي كلوروكوين المعروف تجاريًا باسم بلاكونيل وكلوروكوين مستمد من مادة الكينين الذي عزلها الكيميائيين الفرنسيين العام 1820 من لحاء شجرة كينكونا، وفي رواية أخرى أن من اكتشفه هو الطبيب الألماني صموئيل هانمان العام 1790، من شجرة كينكونا أو سيكونا التي تنبت في أمريكا اللاتينية.

وجد أن مادة الكينين المستخرجة من لحاء شجرة كينكونا وعلى مدى 300 عام هي العلاج الفعّال الوحيد لمرض الملاريا حيث تم تصنيفه معملياً العام 1944.

لعقار الهايدروكسي كلوروكوين استخدامات طبية أخرى مثل علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية والبورفيرية الجلدية الآجلة.

 ووُجِدَ أنه يستطيع تثبيط عمل الفيروس ويؤدي نتائج إيجابية في علاج الالتهاب الرئوي الناتج بسبب الفيروس وتقليل أيام المرض، وتعجيل سريع وفعّال في عملية الشفاء، وتقليل مدى الوقت الذي يكون فيه المرضى ناقلين للعدوى.

عقار الهايدروكسي كلوروكوين، حاله حال أي عقار، له آثار وأضرار جانبية، منها الغثيان وتقلصات المعدة والإسهال، وقد يسبب أضرارًا بالعين مثل اعتلال الشبكية.

حتمًا الموضوع يحتاج إلى صبر ودراسات كبيرة وضخمة وعديدة، ولكن مع انتشار هذا الوباء عالميًا، ومع التقارير الطبية التي أصبح في متناول السهولة الوصول لها والإطلاع عليها ومع التعاون الدولي بين الطواقم الطبية، الذي نتأمله هو الوصول إلى عقار ناجع في العلاج والأفضل هو الوصول إلى لقاح لتفادي الإصابة بالفيروس.

أما الآن لنتبع الإرشادات من مصادرها الحقيقية، ولنكن واعيين جيدًا وصبورين وحتمًا سنتخطى كمجتمع هذه الأزمة الصحية الاقتصادية السياسية المجتمعية.

 

د. نبيل تمام

استشاري و جراح أنف و أذن و حنجرة