دعت رئيسة مختبر البحث للعمران والسّكن في كلية الهندسة بجامعة البحرين الباحثة الأكاديميّة وفاء الغتم إلى ضرورة إجراء دراسة علمية متعمقة لتحليل وفهم تركيبة مساكن العُمّال في المناطق المكتظة، ودراسة الحلول المعمارية والعمرانية المؤقتة والدائمة للحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد - 19 ضمن هذه الفئة الاجتماعيّة تحديداً.
جاءت دعوتها أثناء مشاركتها في المؤتمر العلمي الإلكتروني الذي نظمه مركز دراسات العلوم الرّياضيّة المتقدّمة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بالتعاون مع جامعة لندن، ويو سي ال ومركز الأبحاث كاسا، ضمن مجموعة من الخبراء والمحلّلين والأكاديميّين.لمناقشة موضوع "منظورات علميّة لتحليل انتشار جائحة فيروس كوفيد – 19" في العديد من مناطقِ العالم، من بينها: مملكة البحرين ولبنان والهند وفنلندا وإسبانيا.
وأوضحت أنه من الممكن تفكيك العلاقة ما بين التركيبة المكانية والجغرافية وما بين انتشار كوفيد – 19، وذلك عبر: قراءة طبيعة المكان، والانعكاسات الاجتماعيّة لبُنيةِ التجمعات السكنية وتكوينها، بالإضافة إلى تحليل سرعة الانتشار عبر الربط ما بين البيانات والتوزيعات الجغرافية والعمرانية السكنية والمراكز الاقتصادية.
وأشارَت إلى أهميّة دعوة كافة الاختصاصيّين والباحثين في مجالات الطبّ والعمارة وعلم الاجتماع وغيرهم من أجلِ خلق حوارات حقيقية وتبادل وجهات النظر العلمية والتجارب للقضاء على انتشار المرض في التجمعات السكانية.
وأكدت "اليوم - وأمام هذا الحدث الاستثنائيّ الذي يشهده كلّ العالم - يجب أن نسخّر كافة الأدوات العلمية للتوصل إلى حلول حقيقية ومنطقية تُسهم في تجاوز الأزمة. ولا يجب أن نحصر الموضوعات في الجوانبِ اللصيقة بها فحسب، خصوصًا وأنّ معظم أدوات ومنهجيات البحث العلمي الحالية تتجه لعزل الموضوعات من سياقاتها الاعتيادية بهدف استخلاصِ معلوماتٍ مفصلة ومتخصصة ولها قابلية للقياس".
وأضافت في سياق عرضها أن هذا الأسلوب الثقافي والمنهجي العلمي هو قاعدة معيارية وتجريبية معتمَدة عالمياً، وتتيح إجراء تقييمات أكثر دقة لاستيعاب المخاطر الناشئة عن أية أسباب أو ظروف. كما تُساهم فعلياً في معالجة التّعقيدات المحيطة بالجائحة.
وواصلت الغتم "نحن بحاجة إلى ممارسة علمية أوسع لاستخدام واستثمار المعلومات المستمَدة من الواقع عبر استيعاب العلاقات المتبادلة والمترابطة ما بين البيانات الموجودة في الأنظمة"، مشيرةً إلى أنّ التوجه إلى معالجة التعقيدات واستكشاف كافة الأبعاد المحيطة بهذه الجائحة وفقاً للموارد والمصادر المتاحة؛ من شأنه أن يساهم في إصدار قرارات قائمة على الجانب العلمي والتحليلي العميق، الأمر الذي يمكّن من حل كافة الإشكاليات، حيث أنّ غياب المعرفة الكافية قد يؤدي إلى خسائر وأضرار لا يمكن التنبؤ بها على الصعيد الاقتصادي والبشري والإيكولوجي.