تحدثتُ في الجزء الأول من المقال عن مخاطر المضادات الحيوية الحيوانية التي تساعد البكتيريا على تطوير دفاعاتها لمواجهة المضاد عند إساءة استخدامه وينتج عن ذلك ما يعرف بالممانعة أو المقاومة، فالمقاومة تتوقف على الجيل المقاوم للمضاد في حين أن الممانعة تنتقل مع الأجيال لتتوافق مع الظروف البيئية. وأضيء هنا حول طرق انتقال العدوى وعوامل الوقاية.
كيفية انتقال العدوى:
- من حيوان إلى حيوان في نفس المزرعة، أو حيوان إلى إنسان مخالط للماشية والدواجن مباشرة.
- تناول الأطعمة الملوثة بالمضادات كاللحوم والدواجن والأسماك والبيض والألبان.
- تناول الخضار والفواكه من مصادر ملوثة بمياه الصرف الصحي أو نابتة في تربة ملوثة بمخلفات الحيوان. (علما أن 40 إلى 90 % من المضادات الحيوية التي يتم تناولها تفرز في البول أو البراز فهي موجودة في الصرف الصحي وروث الحيوانات).
- التلوث غير المباشر في المزارع والمسالخ ومصانع الأغذية التي لا تهتم بالنظافة الشخصية والعامة.
- عدم تعريض اللحوم ومنتجاتها لحرارة عالية (63 مئوية فما فوق)، للقضاء على البكتيريا.
طرق الوقاية:
- استعمال المضادات الحيوية للحيوانات للأغراض العلاجية فقط وتحت إشراف بيطري.
- عدم استخدام المضادات الحيوية لتعزيز النمو، فقد تم حظر ذلك في الاتحاد الأوروبي منذ 2006 وفي الولايات المتحدة الأمريكية في 2017 .
- تحصين الماشية والدواجن لتقليل معدل الإصابة بالأمراض بدلًا من اللجوء للمضادات حين حدوث المرض.
- إعطاء الحيوان الرضيع فترة كافية مع أمه قبل التفريق بينهما لمكاسب ربحية، ليكتسب الرضيع مناعة طبيعية من أمه وتقل اصابته بالأمراض، أما الدواجن فيجب تقليل تزاحمها في المزارع لتقليل انتقال الأمراض بينها.
- الالتزام بفترة الأمان بين إعطاء المضاد والذبح أو بيع منتجاته.
- توعية المزارعين بخطر المضادات الحيوية على مواشيهم بداية وارشادهم للمضادات المسموح بها فقط والغرض منها.
- تكثيف الرقابة على المزارع والمسالخ ومصانع إنتاج الغذاء الحيواني لتقليل التلوث والإصابة.
- استبدال المضادات الحيوية الكيمياوية بطبيعية المصدر لتجنب المخاطر.
- التأكد من مصدر الأغذية بصفة عامة والحيوانية بشكل أخص ومصدر الأعلاف والأسمدة.
- تتبع مصدر الغذاء من المزرعة حتى المائدة.
- تفعيل دور المختبرات الرقابية والبحثية للكشف والمتابعة.
- تبادل المعلومات والأبحاث العالمية حول مدى انتشار المضادات ومدى تقيد المزارع بالضوابط الصحية.
حسن علي
اخصائي الغذاء والتغذية