نواصل في هذا العدد نشر الحلقة الثالثة من المقال الموسع حول الرجفان العصبي لاختصاصي أمراض المخ والأعصاب الدكتور محمود هشام وتتضمن هذه الحلقة التشخيص، والعلاج بالأدوية، وتتبعها الحلقة الأخيرة من السلسلة التي تتحدث عن طرق علاجية أخرى.
تشخيص الرجفان
يعتمد تشخيص الرجفان على التاريخ المرضي والفحص الفيزيائي والعصبي. أثناء الفحص يُقيَّم الرجفان بعدة أمور تتضمن فيما إذا كان الرجفان يحدث عند راحة العضلات أو عند العمل, موضع الرجفان على الجسم فيما إذا كان في جهة واحدة أو جهتين, مظهر الرجفان (تواتره وسعته).
يفحص الطبيب الموجودات العصبيّة الأخرى مثل اضطراب التوازن أو الكلام أو زيادة مقويّة العضلات. يمكن لتحاليل الدم والبول أن تستبعد الأسباب الاستقلابيّة مثل اضطراب وظيفة الغدة الدرقيّة. تفيد هذه الفحوصات أيضاً في التعرّف على الأسباب الأخرى مثل التداخلات الدوائية, أو تناول الكحول المزمن وغيرها. قد تفيد الصور التشخيصيّة في التعرّف على أذية الدماغ إن وجدت.
وقد يطلب الطبيب فحوصات إضافيّة للتعرّف على القدرة الوظيفية مثل صعوبة الكتابة اليدويّة أو إمكانية مسك كأس أو ملعقة. أو أن يُطلب من المريض تنفيذ سلسلة من المهام أو التمارين مثل وضع إصبع على قمة الأنف أو رسم حلزون.
تدبير الرجفان وعلاجه
قد تكون أعراض المريض أحيانًا خفيفةً لدرجة لا تستوجب العلاج. أما إذا كانت شديدة ومزعجة فإن ايجاد العلاج المناسب يعتمد على التشخيص الدقيق للسبب, فالرجفان الناجم عن مرض معين يمكن أن يتحسن مع علاج هذا المرض, فمثلاً الرجفان المرافق لفرط نشاط الغدة الدرقيّة سوف يتحسن ويزول مع علاج اضطراب الغدة الدرقية. وإذا كان الرجفان ناجم عن دواء معين فإن إيقاف هذا الدواء سيؤدي إلى تحسن
وزوال الرجفان.
أولاً: الأدوية:
- الأدوية الحاصرة لمستقبلات بيتا: مثل بروبرانولول الذي يساعد في علاج الرجفان الأساسي والأشكال الأخرى من رجفان العمل. ويمكن استعمال حاصرات مستقبلات بيتا الأخرى مثل أتينولول, ميتوبرولول, ساتولول.
- الأدوية المضادّة للصّرع: مثل بريميدون يفيد في علاج المرضى المصابين بالرجفان الأساسي والذين لم يستجيبوا على حاصرات مستقبلات بيتا. وتتضمن الأدوية الأخرى كل من غابابنتين وتوبيرامات.
- المهدئات (البنزوديازبينات): مثل ألبرازولام وكلونازيبام, تفيد مؤقتًا لكن استعمالها محدود بسبب تأثيراتها الجانبية غير المرغوبة مثل النعاس وضعف التركيز والتنسيق مما يؤثر سلبًا على النشاطات اليومية مثل قيادة السيارة أو الدراسة والعمل, فضلاً عن حدوث الاعتياد, وتسبب عند ايقافها أعراضاً انسحابية.
- الأدوية المضادة لداء باركنسون: مثل التركيب (ليفودوبا- كاربي دوبا) وتستعمل لعلاج الرجفان المترافق مع داء باركنسون.
- حقن السّم البوتوليني: يمكنه علاج جميع أشكال الرجفان تقريباً, وخصوصًا رجفان الرأس غير المستجيب على الأدوية. يُستعمل السّم البوتوليني بشكل خاص للسيطرة على رجفان سوء الوتار. وبالرغم من أن حقن السّم البوتوليني يحسّن الرجفان لمدة 3 أشهر إلا أنه قد يسبب ضعف عضلي كما في حالة حقنه في اليدين مسبباً ضعف للأصابع.
الدكتور محمود هشام
اختصاصي أمراض المخ والأعصاب