قالت استشارية أمراض النساء والولادة إسراء قاسم علي خان في مستشفى الكندي التخصصي أن على النساء الحوامل المبادرة بمراجعة الطبيب إذا عانين من أعراض مقدمات الارتعاج.
وقالت د. خان التي تحمل خبرة 25 عامًا في رعاية الحمل والتعامل مع حالات الحمل منخفضة ومرتفعة الخطورة أن استشارات ما قبل الحمل مع اتباع أسلوب حياة صحي للحفاظ على وزن مثالي إضافة لتجنب التدخين يحميهن من الاصابة بالارتعاج.
وشرحت مقدمات الارتعاج في اللقاء التالي مع الطبي:
ما هو الارتعاج؟
هو اضطراب تدريجي متعدد الأنظمة يتميز بظهور جديد لارتفاع ضغط الدم والبول البروتيني (بروتين في البول) أو ظهور جديد لارتفاع ضغط الدم وعلامات التلف في جهاز عضوي آخر، غالبًا ما يكون الكبد والكلى يظهر بالعادة في النصف الأخير من الحمل أو بعد الولادة. وتتمثل أعراضه في الصداع الشديد، ومشاكل في الرؤية كالتعتيم أو الوميض أمام العينين، وألم شديد أسفل الأضلاع، والتقيؤ.
ما هي أسبابه؟
يحدث بسبب خلل في الأوعية الدموية المشيمية والأمومية ويختفي بعد الولادة في فترة زمنية تختلف من حالة إلى أخرى. ومن المحتمل أن تمثل متلازمة هيلبHELLP (انحلال الدم، وإنزيمات الكبد المرتفعة، والصفائح الدموية المنخفضة) نوعًا فرعيًا من مقدمات الارتعاج.
وتعاني معظم المريضات من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع البروتين وقد تسجل ارتفاعات في ضغط الدم والأبوال البروتينية معًا.
وقد يظهر في صور متعددة كارتفاع ضغط الدم المزمن، وتسمم الحمل المتراكب على ارتفاع ضغط الدم المزمن، وارتفاع ضغط الدم الحملي.
ما هي أسباب الارتعاج؟
هناك عدة أسباب، وهي عوامل ترفع من نسبة خطر الاصابة به، ومنها:
- الحمل الأول
- سن 40 سنة أو أكثر
- الحمل المتكرر لأكثر من 10 سنوات
- مؤشر كتلة الجسم BMI)) 35كجم / م2 أو أكثر في الزيارة الأولى
- تاريخ عائلي في مقدمات الارتعاج
- الحمل متعدد الأجنة
أمراض الأوعية الدموية الموجودة مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى، داء السكري، متلازمة الفوسفوليبيد.
ما هي أعراضه؟
يجب على النساء الحوامل مراجعة الطبيب فورًا إذا عانين من أعراض مقدمات الارتعاج التي تتمثل في الصداع الشديد، ومشاكل في الرؤية كالتعتيم أو الوميض أمام العينين، وألم شديد أسفل الأضلاع، والتقيؤ إضافة إلى تورم مفاجئ في الوجه أو اليدين أو القدمين.
متى يصيب الارتعاج الحامل؟
أغلب الحالات يعانين من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع حديث في البروتين في الأسبوع الـ 34 من الحمل، وأحيانًا أثناء المخاض. وهناك نسبة بسيطة منهن يصبن به في فترة تتراوح ما بين 20 إلى 22 أسبوعاً.
وفي نسب أقل يتم التعرف على العلامات والأعراض لأول مرة بعد الولادة (أي مقدمات الارتعاج بعد الولادة).
ما هي مضاعفاته؟
قد يتسبب في ولادة مبكرة، ومن المرجح أن تتعرض النساء المصابات بمقدمات الارتعاج لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى وارتفاع ضغط الدم المزمن، إضافة إلى احتمالية اصابتهن بالصرع.
ومن المضاعفات أيضًا تسمم الحمل. وقد يؤثر الارتعاج على نمو الجنين.
كيف يشخص المرض؟
متابعة الحمل مع الطبيب المختص يسهل اكتشاف أي أعراض سلبية تؤثر على الحمل وصحة الأم وجنينها، وبالنسبة للارتعاج فإن قياس ضغط الدم في برنامج المتابعة يكشف عن مقدماته. ونبادر بإجراء اختبارات للصفائح الدموية، واختبار وظائف الكلى، والكيمياء الكبدية، وتحديد إفراز البروتين البولي في الحالات المحتملة.
وقد نلجأ إلى فحص الشريان الرحمي في الأسبوع الـ 20 من الحمل لرصد تسمم الحمل بالموجات فوق الصوتية إن وجد.
ونتأكد من سلامة الجنين بتقييم حجم السائل الذي يحيط بالجنين وتقدير وزنه.
ما هو علاج الارتعاج؟
المحافظة على ضغط الدم لدى الحامل في مستويات صحية ومناسبة مع المتابعة، ونبدأ بالعلاج الخافض لضغط الدم عند 160 / 110 ملم زئبقي ونعتبره حالة طوارئ طبية بسبب خطر السكتة الدماغية.
وقد ينخفض ضغط الدم فجأة عند بدء العلاج؛ لذلك يجب مراعاة التدرج لتجنب التأثير على الدورة الدموية الرحمية.
هناك جملة من الأدوية الخافضة لارتفاع ضغط الدم تؤخذ عن طريق الفم، وأخرى تعطى عن طريق الوريد وتستخدم مع ارتفاع ضغط الدم الحاد.
هل هناك طرق وقاية من هذه الحالة؟
نعم، وعلى رأسها التثقيف الصحي، واستشارات ما قبل الحمل مع اتباع أسلوب حياة صحي للحفاظ على وزن مثالي إضافة لتجنب التدخين.
وقد ينصح الطبيب بأخذ الأسبرين لتثبيط هرمون الثرموبوكسان الذي يرفع الضغط، كما أن الأسبرين يحسن تدفق الدم عبر المشيمة.
هل من كلمة أخيرة؟
أود التأكيد على أن النساء في مرحلة الحمل بحاجة إلى رعاية ودعم إضافيين من فريق متخصص مناسب عند تحديد المشاكل. وهذا ما نطبقه في مستشفى الكندي التخصصي حيث يبدأ برنامج رعاية الحمل لدينا باستشارات ما قبل الولادة، ورعاية ما قبل الولادة، مرورًا بخطة الولادة، وليس انتهاءًا بالولادة بل يتجاوزها إلى متابعة ما بعد الولادة.