لماذا أشعرُ بالتعب الدائم مع ابني المُصاب بإضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه؟
لماذا لا يخلدُ للنوم لساعات طويلة ومتواصلة، وأُعاني من نشاطهِ المُفرط طول اليوم؟
أواجه الكثير من المصاعب أثناء الدراسة التعليمية! ويكون ابني مُعرض دائمًا للحوداث المُختلفة.
هذه جملة من الأسئلة التي تدور في خلد أذهان أمهات الأطفال المُصابين بإضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه ADHD
بحكم قربي من هذه الفئة كمشرفة في أحد مراكز التأهيل لاحظتُ أن أحد الأطفال المُصابين بإضطراب نقص فرط النشاط وقلة الانتباه أخرج من حقيبة طعامه وجبة تحتوي على نسبة عالية من السُكر وكان في لهفة ليتناولها، وبكى بشدة ما إن أبعدناها عنه !
البرامج السُلوكية المُعدة مثل العلاج الوظيفي والسُلوكي لضبط حركته الزائدة في المركز التأهيلي والمنزل لم تساعد الطفل والوصول للنتيجة المرجوة؛ بسبب التغذية!
الحادثة دفعتني لتسليط الضوء على دور الغذاء في تأهيل الأطفال المُصابين باضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه لأهمية الحمية الغذائية وغياب المعرفة الكاملة حول الأطعمة المناسبة وغير المناسبة لدى أولياء الأمور غالبًا.
توجهتُ إلى اخصائية التغذية فاطمة علوي بسؤالي عن أفضل برنامج غذائي يناسب الأطفال مفرطي الحركة.
وشددت على البروتين، فهو الأساس ويجب توافرهُ في الوجبات الثلاث، لأنهُ يساعد على بناء النواقل العصبية الكيميائية Neurotransmitters التي من مهامها السيطرة والتحكم على الحركة وتنظيم النوم، ومن أهم مصادر البروتين الغذائية هي: صدر الدجاج واللحوم قليلة الدهون، الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 التي تحسن من مستوى الإدراك وهي حيوية جدًا في عمل الدماغ، أضف إلى ذلك البقوليات .
ولا تقتصر وجبات الأطفال فقط على البروتين، فيجب إدخال الكربوهيدرات المعقدة إلى وجباتهم مثل: الحبوب السمراء، الأرز الأسمر، المعكرونة السمراء، والخبز الأسمر.
إضافة إلى ذلك يجب توفير المعادن المهمة بالتحديد في الخضراوات الغنية بالماغنسيوم مثل السبانخ، الزنك مثل البروكلي، والحديد الموجود في الجرجير والشمندر. فهذه العناصر المعدنية تلعب دورًا مهمًا وكبيرًا في بناء الأعصاب وبالتالي ضبط حركة الطفل المُصاب.
ونصحت أيضًا بتجنب أطعمة ومشروبات مثل رقائق الذرة والفواكه المجففة لأنها تسبب ارتفاعًا كبيرًا في نسبة الجلوكوز في الدم والذي يعقبهُ النشاط المفرط والتوتر.
ويجب الابتعاد عن جميع أنواع العصائر وإن كانت طبيعية والمشروبات المُنبهة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، الشاي، المشروبات الغازية، وأخيراً الأطعمة المحتوية على الألوان الصناعية .
إذن الماء المشروب الوحيد المناسب للأطفال المصابين بإضطراب، ولكن من الممكن تناول الأطفال المصابين كوب لا أكثر من البابونج والكمون الذي قد يساعد على تنظيم النوم، وبإمكان المصابين بهذا الإضطراب شرب عصير الليمون وشراب الزعفران مع الستيفيا والحليب واللبن، هنا انتهت سلسلة نصائح اخصائية التغذية.
النصائح قد تدفع البعض للاعتقاد بأن الحمية الغذائية علاج بديل ولكن وجد الدراسات الحديثة عدم وجود علاقة ثابتة بين الحميات الغذائية والتخفيف من أعراض اضطرابADHD ، كما أن هناك أبحاثًا أفادت بأن بعض التغييرات الغذائية المعينة قد يكون لها تأثيرات إيجابية.
زهراء داوود
محلل سلوك