ماذا بعد عملية تبديل مفصل الركبة؟...فاطمة المرزوق

الجراح، المريض، وأنا باعتباري اخصائية علاج طبيعي نمثل أقطاب عملية التشافي من بعد تبديل مفصل الركبة، وغيرها من العمليات. فالجراح وعلى الرغم من براعة مشرطه في تقليل آلام المريض واستبدال أو إزالة الجزء المتضرر من جسده ، إلا أنه وبدون تعاون المريض في الالتزام بالتعليمات المُوّصى بها فلن يصل للنتيجة التي يطمح لها الجراح.

وبالمثل نقول إنه وبدون خطة متكاملة من قِبل اخصائي العلاج الطبيعي فإن ذلك سيؤثر حتماً على نتائج العملية.

فعندما تفشل كل الخيارات في العلاج التحفظي لعلاج آلام الركبة ويلجأ الطبيب إلى طرح فكرة إجراء العملية سواءً بشكل جزئي أو كليّ، ترسم خطة تمتد من شهر إلى شهرين لتأهيل المريض قبل العملية مع المعالج الطبيعي، وهو بدوره سيعمدُ إلى استخدام الطرق العلاجية في تقوية عضلات الفخذ والرجل وتأهيل المنطقة حتى تُسهّل عليك مرحلة ما بعد العملية.

الأرقام والإحصائيات تشير إلى ارتفاع عدد عمليات تبديل مفصل الركبة بشكل كبير جداً - مع التحفظّ على حاجة المريض في إجراء العملية أم لا - ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يقارب عدد العمليات نصف مليون عملية سنوياً 60 % منها من نصيب النساء، وبحلول 2030 سيقفز العدد لثلاثة ملايين. زيادة الأرقام لا تعني بالضرورة حاجة المريض لإجراء العملية من عدمها فعوامل كثيرة أدت إلى ارتفاع عدد العمليات منها التأمين الصحي الذي يغطي تكلفة العمليات فتجعلها خياراً جيداً للجراح والمريض.  

بعد إجراء العملية يلزم الجراح المريض بالخضوع إلى برنامج تأهيلي وظيفته المساعدة في التخلص من الآلام الطبيعية الناتجة عن تبديل المفصل جزئياً أو كلياً، اخصائيي علاج طبيعي يقدموم برنامج تأهيلي في مراحل يشمل:

  • تقليل الألم والتوّرم الحاصل حول مفصل الركبة باستخدام تقنيات مختلفة منها الأجهزة الكهربائية الآمنة، والمواظبة على الكمادات الباردة تقليلاً للانتفاخ وسعياً لتهدئة الألم.
  • من الممكن استخدام الإبر الجافة حول المفصل لتنشيط الدورة الدموية مما يُساعد على التئام الجروح وتقليل الانتفاخ.
  • اللاصق الطبي الذي أثبت فعاليته في تخفيف الانتفاخ والمساعدة على التئام الجروح.
  • تمارين لزيادة المدى الحركي للمفصل وهي من التمارين التي لا يُمكن تجاهلها فهي تمنع أي نقص في حركة المفصل على المدى البعيد.
  • تمارين التقوية المهمة جداً جداً فهي تعمد إلى تقوية عضلات الفخذين والساق لأنه وحوالي 60 % من قوة العضلات وخصوصاً عضلة الفخذ الرباعيّة الأمامية تضعف بعد العملية. ويمكن للمعالج استخدام مقاومة العضلة نفسها في البداية ومن ثم الانتقال إلى الأوزان الإضافية أو الشرائط المطاطية.
  • تمارين الاتزان لتحسين جودة الوقوف والمشي.
  • تمارين ركوب الدرج ونزوله، فهذه الخطوة ينتظرها جميع المرضى لمعرفة ماذا أفعل لو واجهتُ عائقاً في طريقي أو احتجتُ لصعود الدرج في بيتي، فالقاعدة العامة تقول أن نركب الدرج بالرجل السليمة وننزل بالرجل المصابة.
  • بعد تحسن الحالة تدريجياً ستلاحظ الفرق في نوعية التمارين والأثقال المستخدمة والبدء بزيارة الصالة الرياضية لإضافة التحديات الجديدة وحظاً موفقاً في ذلك.

العلاج الطبيعي والالتزام بتعليمات الجراح سبب مُهم يؤدي لنجاح العملية ويحسن الأداء الوظيفي كذلك، فمرحلة ما بعد العملية ليست بالسهلة، ولكن بتظافر الجهود تُصبح أسهل.

 

دُمتم بصحةٍ وعافية

 

 

فاطمة المرزوق

اخصائية علاج طبيعي