الألم (1 - 2)... د. سيد محمود القلاف

يعرف الألم بأنه "تجربة حسية وعاطفية، غير سارة، مرتبطة بتلف في الأنسجة أو بأداء غير طبيعي للأعصاب". وهو العرض الأكثر شيوعًا الذي يدفع المرضى للبحث عن العناية الطبية ويشتكي منه أكثر من 80٪ من المرضى الذين يزورون مراكز الرعاية الصحية، ومع ذلك لا يحصل هؤلاء المرضى على ما يكفي من تسكين أو إزالة لألمهم.

يمكن أن يؤثر الألم في جميع مجالات حياة الشخص بما في ذلك نومه وتفكيره وعواطفه وأنشطة حياته اليومية، والمريض هو الشخص الوحيد الذي يمكنه وصف نوعية ألمه وشدته، لأنه لا توجد علامات موضوعية موثوقة للألم.

  الدراسات العلمية أثبتت أن الألم هو عرض من أعراض مجموعة متنوعة من الأمراض، وأن معظم الناس يعانون من الألم في وقت ما من حياتهم، ولكن تختلف معدلات انتشار الألم حسب نوعه وأصله: فعلى سبيل المثال فإن ربع البالغين في احدى الدراسات قد عانوا من آلام أسفل الظهر لمدة يوم واحد على الأقل في الأشهر الثلاثة الماضية، وأن 14 – 100٪ من مرضى السرطان يعانون من آلام، وما يقرب من 25 – 50٪ من مجموع زيارات عيادات الألم في المستشفيات مرتبطة بألم الأعصاب. كما ذكرت الاحصائيات أن انتشار الألم لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا هو ضعف ذلك في المرضى الأقل عمراً، وأن الألم في 45 – 80٪ من مرضى دور رعاية المسنين قد ساهم في الإعاقة الوظيفية وانخفاض نوعية الحياة، وأما بالنسبة للتأثير المالي للألم فقد وجد أن تكلفة فقدان الإنتاجية بسبب آلام التهاب المفاصل وآلام الظهر والصداع وآلام العضلات والعظام الأخرى كانت عالية.غالبًا ما يكون تسكين الألم أو ازالته دون المستوى المطلوب، حيث وجد أنه يمثل مشكلة في مرافق الرعاية الصحية، فقد أظهرت التقارير أن 50٪ من المرضى المنومين في المستشفيات بسبب أمراض خطيرة يعانون من الآلام، وأن 15٪ من هؤلاء غير راضين عن مستوى التحكم في الألم.  ومن أسباب عدم الوصول إلى المستوى الأمثل من تسكين الآلام: مخاوف حصول الإدمان على الأدوية المسكنة من قبل المريض والطاقم الطبي وذلك عن طريق استخدام المورفين أو أحد مشتقاته، واعتقاد المريض أن الألم شيء طبيعي لمرضه ويجب عليه التعايش معه وأن إظهار الشعور بالألم هو سلوك غير مقبول، وعدم القدرة على فهم المصطلحات الطبية المستخدمة من قبل الطاقم الطبي، الخوف من العواقب (على سبيل المثال التنويم في المستشفى أو فقدان الاستقلالية)، أو الخوف من أن الألم قد يكون بسبب مرض خطير.

 

د. سيد محمود القلاف

 برنامج الصيدلة

 جامعة البحرين