اجعل قراءتها من أولوياتك..البطاقات التعريفية طريقك إلى الغذاء الآمن..لبيب الشهابي

مع تطور الصناعات الغذائية على مر الزمن تطورت تبعًا لذلك البطاقات التعريفية للمواد الغذائية، وأصبحت التشريعات والمواصفات المتعلقة بها والتي تضعها الجهات الرقابية والتشريعية ذات العلاقة أكثر تنظيمًا، فما هي البطاقات التعريفية للمواد الغذائية؟ وما هي أهميتها ودورها؟

بطاقة تعريف المواد الغذائية هي المعلومات الموجودة على عبوة المواد الغذائية التي يضعها المُصنع، ويراها المستهلك أو المشتري على رفوف العرض في محلات التجزئة؛ ما يجعلها وسيلة التواصل الأولية بين الصانع والبائع من جهة وبين البائع والمشتري من جهة أخرى، وهي – بحسب اشتراطات هيئة الدستور الغذائي – أي شعار، علامة، ماركة أو صورة أو وصف مطبوع أو محفور أو ملاصق للمادة الغذائية يضعه المنتج لوصف بضاعته، ويهدف منها إلى تعريف المستهلك بالمعلومات الأساسية المتعلقة بمنتجه؛ كي يحافظ على المنتج في ظروف تخزينه المناسبة له كي يضمن سلامته وجودته إلى غير ذلك من الأمور.

ويجب أن تكون البطاقات التعريفية للمواد الغذائية مساهمة في تعزيز صحة المستهلك عن طريق تزويده بالمعلومات المتعلقة بالمنتج الغذائي لجهة الجودة أو تلفت انتباهه إلى الأخطار الكامنة جراء استهلاكه لبعض المواد الغذائية، أو المحتويات التي ربما لا تتناسب مع حالات مرضية معينة، أو يسبب استهلاكها بعض المشاكل الصحية كالحساسية أو فرط النشاط عند الأطفال مثلًا، ما من شأنه أن يعين المستهلك على تفادي استهلاك الأغذية التي لا تتناسب مع حالته الصحية أو قد تتسبب له بضرر ما عند استهلاكها.

ولأن المواد الغذائية ذات أشكال وأصناف متعددة، فمنها الأغذية العادية التي ينتجها المصنعون عن طريق إضافة بعض المضافات الغذائية، والتي لا تكون جميعها مسموحًا باستخدامها في التصنيع الغذائي، ومنها الأغذية التي تتم تعبئتها فقط في عبوات خاصة وطرحها في الأسواق، وغير ذلك من أصناف وأشكال، لذا فإن أهمية البطاقات التعريفية لا تقف عند المستهلك، فهي من الأهمية بمكان لموظفي الجهات الرقابية في الموانئ للتعرف على محتوياتها، وتحديد ما هو مسموح به، وما هو غير مسموح به، هذا طبعًا مع إرسال عينات للتحليل المختبري لمطابقة البيانات الإيضاحية ما تظهره نتائج التحليل، كما أن هذه البطاقات مهمة جدًا لوحدات التفتيش المختصة بمسح الأسواق ومخازن المستوردين وغيرها.

وعادة ما تنصح الأجهزة الرقابية في معرض بثها للرسائل التثقيفية بعدم شراء منتجات غذائية لا تحمل بطاقات إعلامية فهي مجهولة المصدر لأن إمكانية الغش والتدليس فيها أكثر توقعًا، كما أنها تفتقد إلى المعلومات الأساسية الواجب توافرها في البطاقة التعريفية، مما يجعل فهم المستهلك للمنتج أمرًا غير ممكن، ويجعل تعقب المنتجات في الأسواق مستحيلاً.

وعلى الرغم من أن إضافة بعض المعلومات أمر طوعي إلا أن على المنتجين أن يتبعوا الإرشادات التي تتضمنها المواصفات من أجل ضمن عدم احتواء البطاقات التعريفية على معلومات مضللة من شأنها أن تضر بالمستهلك أو تتسبب له بمشاكل صحية في حال قام باستهلاكها عندما تكون هذه المعلومات غير موجودة في البطاقة التعريفية.

ومن الأمور التي يجدر بالمستهلك الاطلاع عليها في أي منتج هو طريقة استعماله وما يمكن أن تحتويه بطاقته التعريفية من تحذيرات وخصوصًا تلك الدعاوى الطبية التي لا تكون مستندة إلى أي دليل علمي، أو لا يكون المنتج مرخصًا من الجهات المختصة خصوصًا مع انتشار وسائل البيع الإلكتروني والتسويق عبر الإنترنت، كالمنتجات التي تستخدم للتخسيس أو غيره مما يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية لا تحمد عقباها، أو ربما بعض المنتجات الغذائية التي لا يجب على المستهلك تعاطيها بدون استشارة الطبيب الذي يمكنه فقط دون غيره أن يحدد مدى صلاحيتها لهذا المريض أو ذاك.

 

لبيب الشهابي

مختص في السلامة الغذائية