الألم 02 ... د. سيد محمود القلاف

يمكن تقسيم الألم إلى فئتين: حاد ومزمن. الألم الحاد هو ألم تكيفي حيث يعمل على حماية المريض من تلف الأنسجة أو الإصابة الإضافيين أو لتعزيز الشفاء، ويحدث الألم نتيجة لإصابة أو جراحة وعادة ما ينحسر عند شفاء الإصابة.

يمكن أن ينتج عن الألم الحاد غير المعالج أعراض فسيولوجية مثل سرعة التنفس، عدم انتظام دقات القلب، والشحوب. كما يمكن أن يسبب الألم الحاد غير المعالج أو المعالج بشكل غير جيد ضغطًا نفسيًا وضعفاً في جهاز المناعة بسبب إفراز هرموني الكورتيزون والهايدروكورتيزون. 

وأما الألم المزمن فهو الألم الذي يستمر لمدة تزيد عن الثلاثة شهور سواءً كان متقطعاً أو مزمناً ويسمى كذلك بسوء التكيف، وقد يعتبر الألم المزمن مرضاً بحد ذاته. وقد ينتج عن الألم المزمن ضعفًا في أنشطة الحياة اليومية واضطرابات النوم، وتغيرات نفسية كالاكتئاب والقلق، وعواقب اجتماعية كتغير العلاقات مع الأصدقاء والعائلة أو الانعزال عن المجتمع.

من الممكن علاج الألم بطرق دوائية أو غير دوائية. وتشتمل الطرق غير الدوائية للعلاج: العلاج الطبيعي، العلاج التكميلي أو البديل، والعلاج السلوكي المعرفي. ويشكل العلاج الطبيعي ركن أساسي لمعالجة العديد من أنواع الألم مثل تشنجات العضلات وآلام أسفل الظهر والتواء المفاصل، ومن التقنيات المتبعة فيه: العلاج بالحرارة والبرودة والماء والعلاج بالموجات فوق الصوتية والتدليك والتمارين العلاجية. وتشمل طرق العلاج التكميلي أو البديل المستخدم لتسكين الآلام: الوخز بالإبر، والمكملات الغذائية مثل: الزنجبيل، زيت السمك، الفلفل، الجلوكوزامين، والكوندرويتن، ولكن البراهين الموجودة غير كافية لاثبات فعالية العديد من هذه الطرق.

ومن طرق تسكين الآلام العلاج السلوكي المعرفي مثل: التأمل (Meditation)، التنويم المغناطيسي (Hypnosis)، والتخيل الموجه (Guided Imagery)، والإلهاء (Distraction) عن طريق الاستماع إلى الموسيقى أو التركيز على التنفس.

ولمعالجة الألم دوائياً، هناك العديد من مجموعات الأدوية التي يمكن استخدامها. ويعتمد اختيار الدواء على شدة الألم والسبب الكامن وراءه، ويجب الأخذ في الاعتبار كذلك عمر المريض والأمراض الأخرى التي يعاني منها والأدوية الأخرى التي يستخدمها. ومن الممكن لمعالجة الألم دمج تقنيات العلاج الدوائي وغير الدوائي (باستخدام العلاج الطبيعي والعلاج السلوكي المعرفي مثلاً). وتشتمل مجموعات الأدوية المستخدمة في علاج الألم: الباراسيتامول (Paracetamol)، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (Non-Steroidal Anti-Inflammatory Drugs) مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والمورفين ومشتقاته مثل الكوديين (Codeine)، ومسكنات الألم الموضعية مثل الكابسيسن (Capsaicin). وغالباً ما يتم البدء باستخدام الباراسيتامول لمعالجة الألم وذلك لأمانه النسبي وكذلك فعاليته في تسكين العديد من الآلام. وعند استخدام كل نوع من هذه الأدوية يجب مراقبة الآثار الجانبية التي قد تسببها مثل تهيج المعدة عند استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وكذلك تلف الكلية بعد استخدامها لمدة طويلة، والإدمان عند الاستخدام الطويل للمورفين ومشتقاته، وتلف الكبد عند استخدام جرعة عالية من الباراسيتامول.

 

د. سيد محمود القلاف

 برنامج الصيدلة

جامعة البحرين