تنشأ الضغوط في حياتنا عندما ندرك موقفًا أو أشخاصًا على أنهم تهديد بالنسبة لنا، فيستجيب الجسم لهذا التهديد أو الخطر إما بالمواجهة أو الانسحاب، وعند استمرار الضغوط قد يضعف الجسم ويدخل مرحلة الإنهاك والاستنزاف.
في الخمسينيات وضع العالم هانز سيلي مصطلح الضغوط، واعتنى بالاستجابة التي تحدث عند التعرض للضغوط، وطوّر "متلازمة التكيف العام" التي يشرح فيها تفاصيل حدوث تلك الاستجابة، وقسمها لثلاث مراحل أولها التنبيه ثم المقاومة وأخيرًا الإنهاك.
ورغم أن التهديد قد لا يكون واقعيًا بل مدركًا وتلعب الخبرات والأفكار والتفسيرات دورًا محوريًا فيه، إلا أننا نلحظ تأثيره جليًا وواضحًا.
الضغوط وإن تشابهت بين مجموعة من الأشخاص لن تكون الاستجابة والتفاعل موحد فيما بينهم، ويعزى ذلك لاختلافهم في إدراك الحدث المهدد لهم فيشكل ضغطًا على البعض، بينما يرى الآخرون أنه ليس كذلك.
ومن أجل تقييم وعلاج فعّالين للضغوط ينبغي أن ينظر لها من حيث إنها مكونات وأعراض ليست نفسية فحسب كما هو شائع ومتداول بل هي مجموعة من المكونات الجسمية، والاجتماعية والمعرفية أيضًا.
حاولت دراسات عدة تحديد العوامل التي تساعد أشخاصًا دون غيرهم للتكيف مع الضغوط وذكروا أن من أهمها على الإطلاق هو إدراك الضغط كتهديد أو كفرصة، وأضافوا دور الأفكار والمعتقدات في الضغوط، بالإضافة للشعور بالتحكم والسيطرة، وأشاروا إلى أن المساندة الاجتماعية لا غنى عنها في مجابهة الضغوط والتعامل معها.
على مقدمي الخدمة والمختصين أن يوجهوا جهودهم لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مرحلية أو مزمنة، قصيرة الزمن أم ممتدة، بسيطة أو شديدة، على تقبل فكرة أننا لن نستطيع تغيير كثير من الأشياء حولنا وعلينا أن نحول تلك المهددات لفرص وتحديات، ونجاح ذلك يعتمد على تطبيق فنيات ومهارات تساعد في التعامل والتكيف مع الضغوط المختلفة.
حسين آل ناصر
اخصائي نفسي أول
المملكة العربية السعودية