ما هي علامات الجوع فعلًا؟ وهل يعتبر كل وقت تتوق أو تفكر فيه بتناول الطعام بأنه جوع؟ وهل يوجد جوع كاذب أو عاطفي؟
غالبًا لا يميز الأشخاص بين ما هو الجوع الحقيقي "رغبة وحاجة فعلية لتناول الطعام" وما هو الجوع الكاذب أوالعاطفي "تأثير نفسي يشغله الشخص بتناول الطعام" وذلك يرجع إلى عدم انتباههم لأهم النقاط التي تفرق بين الأمرين، خصوصًا أن الأغلب يعتمد بشكل كبير على الجوع العاطفي في مواقيت طعامه ووجباته الخفيفة (Snacks) مما يؤدي به للوقوع في دوامة زيادة الوزن والإصابة ببعض الأمراض.
للتمييز بين الجوعين، هناك علامات أبرزها:
١-الوقت: الجوع الحقيقي يكون شعور تدريجي ويزداد مع الوقت حيث يعتبر بأنه سيل من الإشارات التنبيهية من الدماغ للجسم يخبره بحاجته للطاقة، بينما الجوع العاطفي يأتي فجأةً ودفعة واحدة.
٢-الأعراض: الجوع الحقيقي والحاجة للطعام تأتي مرفقة بعدة أعراض جسدية منها أصوات وحركة المعدة، شعور بالتعب وفقدان الطاقة. بينما الجوع العاطفي لا يرافقه أعراض بل تفكير في تناول الطعام فقط وهو راجع غالبًا لحالة نفسية كالتوتر، أو الحزن، أو العصبية، أو الفرح أيضًا فيلجأ الشخص إلى تشتيتها أو التفاعل معها عن طريق تناول الطعام حتى وإن لم يكن الجسم يحتاجه وما يؤكد على هذه الأعراض هو علاقتها بالشعور المرفق لما بعد تناول الطعام. حيث أن الجوع الحقيقي يتبعه إحساس بالرضا بينما الجوع العاطفي غالبًا ما يكون ما يتبعه تأنيب الضمير لمعرفة الشخص بأن ما تناوله من طعام لم يكن في حاجة الجسم بل فوق احتياجه.
٣-مرحلة الانتهاء من تناول الطعام: هي من النقاط الفاصلة أيضًا بين الجوعين، ففي الجوع الحقيقي يشعرالشخص بشبع وإكتفاء بعد تناول كمية معتدلة وموزونة من الطعام. بينما في الجوع العاطفي يستمر الشعور بالجوع حتى بعد تناول كميات كبيرة ويؤدي استمراره إلى تناول كميات مفرطة جدًا.
٤- النوعية: عادة ما يختفي الجوع الحقيقي بعد تناول "أي نوعية" من الطعام، وذلك علامة أيضًا على احتمالية أن يكون الاختيار "غير صحي". ولكن الجوع العاطفي عادة ما يرتبط بتناول أطعمة تعرف بأنها "أطعمة راحة" وهي عادة ما تكون "غير صحية" كالحلويات والكاكاو والدونت وغيرها من الأطعمة عالية السعرات والسكريات والدهون حيث تمنح الشخص إحساس خاطئ بالأمان وسد الثغرة النفسية.
٥- التكرار المنتظم غالباً: وهو من الاختلافات التي قد يقع بعض الأشخاص فيها باللبس، فالجوع الحقيقي هو الشعور الذي لا بد أن يتكرر خلال اليوم ولكن يفصل بين التكرار أوقات معينة تناسب طبيعة عمل الشخص واحتياجات جسمه وإن حدث شعور حقيقي بالجوع في تواقيت مختلفة بناء على جهد بدني مبذول. بينما الجوع العاطفي لا يتسم بالتكرار المنتظم والمعروف حيث لا توجد أوقات معينة تفصل بين آخر وجبة تناولها الشخص وعودة الشعور مرة أخرى.
في مواجهة الجوع العاطفي يجب على الأفراد التأكد من احتياج أجسامهم لتناول الطعام بشكل فعلي قبل الشروع في تناول وجبات مختلفة خلال اليوم لأن الاستهانة في هذه الوجبات المتكررة يدخل الجسم في متاهة السعرات الزائدة عن احتياجه والتي غالبًا ما تصب في مخازن الدهون ورفع خطر الإصابة ببعض الأمراض خصوصًا المنتشرة حاليًا كالسكري، والضغط، وأمراض القلب والتي تعتبر السمنة وزيادة الوزن من أهم أسبابها.
حوراء آل رضي
أخصائي تغذية وتصنيع غذائي