شهر سبتمبر اصطبغ باللون الأخضر الليموني لون شريط التوعية بمرض الليمفوما "سرطان الغدد الليمفاوية"، وها نحن في أكتوبر الوردي اللون الذي يشير ويذكر بمكافحة مرض سرطان الثدي، في هذا العام رفعنا شعار "نحيا بالأمل" لمساندة المصابين والناجين ومقدمي الرعاية لمرضى السرطان أيًا كان نوعه.
فاطمة، أمل، حميد، وكاتب هذه السطور، وغيرنا الكثير، غزا أجسادنا مرض السرطان، وظللنا نردد "نحيا بالأمل" لنخوض تجربة نضال وصبر وإيمان بمقدرتنا على هزيمة هذا المرض، دون كلل أو ملل رغم الألم العضوي الذي تسكنه الأدوية، ورغم الألم النفسي الذي يسكنه الأمل.
فاطمة فروتن، في مقتبل العمر وربيع شبابها يفاجئها مرض سرطان الغدة الدرقية، ويصدمها ولكنها لم تيأس، فكان الصبر رفيقها في إصابتها بالمرة الأولى، وقررت في منازلة الورم في جولته الثانية بالصبر الجميل والرضا بجميل أقدار الله لها لتواجه المرض بإيجابية أكبر، إلى أن تعافت تمامًا.
أمل المحفوظ، الممرضة في خدمة المرضى مهنيًا وإنسانيًا، الشابة ذات الاسم "أمل" الذي حملته منذ ولادتها لتكون اسمًا على مسمى وتحمل الأمل ويمدها بالشجاعة والصبر والتحمل والدعم والحب لتهزم مرضها، سرطان الليمفوما "الغدد الليمفاوية".
حميد الحلي أبو محمود، رجل الأعمال الذي عانى من الأعراض لفترة طويلة قبل الوصول للتشخيص السليم الذي لم يكن من السهولة بمكان، حيث كان في غربته، ولكن صدمته لمعرفة إصابته كانت طفيفة على نفسيته، السبب القوي والمنيع الذي أدخله مرحلة الإصرار لتكملة رحلة العلاج بكل آلامها ومعاناتها، حيث لعب دور المساندة المعنوية من الأهل والوضع النفسي الذاتي المشبع بالإيجابية وكلمة "الحمد لله" التي تفوه بها عند معرفته بدايةً بخبر السرطان لعبت دورًا حيويًا في وصوله للنجاة والتعافي من المرض.
بـ "الأمل نحيا"، نتشبث بالحياة، فمصل المرض والحب هو للقدرة على الحياة، الدواء يساعدنا لكن الأمل يشفينا، نحن الناجون هنا وهناك نمنح ترسنا ورمحنا والأهم عزيمتنا لكل من يحتاج أن ينهض، لأن من ينهض يفوز دائمًا.
نبيل تمام
استشاري وجراح أنف وأذن وحنجرة