كيف تؤثر اضطرابات الطعام على الأسنان وصحة الفم؟ 05 ... د. حوراء الراشد

غالبًا ما يشعر المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل بالحرج من زيارة طبيب الأسنان بسبب مشاكل الفم التي قد يعانون منها. رائحة الفم الكريهة والأسنان الحساسة وتآكل الأسنان ليست سوى عدد قليل من العلامات التي يستخدمها أطباء الأسنان لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب في الأكل.

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الشره المرضي، فإن حمض المعدة القاسي الناتج عن القيء المتكرر يزيل مينا الأسنان مما يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان. كما أن آثار مرض فقدان الشهية، خاصة نقص المغذيات المستهلكة، يمكن أن يضعف عظم الفك ويضعف الأسنان ويؤدي إلى فقدان الأسنان.

وفقًا للدكتور ماثيو ستوفر فمن أول العلامات التي تشير إلى أن المريض يعاني من اضطراب في الأكل هو ترقق طبقة المينا على قواطع الفك السفلي اللسانية، والمعروفة أيضًا بالأسنان الأمامية. يتسبب التطهير في انتقال حمض المعدة عبر الفم، ويؤدي هذا الحمض إلى تآكل الجانب الخلفي للأسنان الأمامية بشكل كبير. التآكل الذي يحدث في مينا الأسنان - وهو الجزء الواقي من السن - يمكن أن يسبب الحساسية والترقق والتشقق.

ماهي أهم الطرق الوقاية أثناء علاج اضطراب الطعام؟

يوصي أطباء الأسنان الذين يكتشفون مرضى اضطرابات الأكل، المعالجين ويعلمون المرضى كيفية تقليل آثار التطهير. شخصياً أنصح المرضى الذين يقومون بتنظيف أسنانهم بشكل نشط، بعدم تنظيف أسنانهم بالفرشاة فور القيء، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في دفع الحمض بعمق إلى داخل الأسنان واللثة.

أحماض المعدة القوية تتسبب في تلين مينا الأسنان، ومن خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة بقوة، قد يخدش المريض مينا الأسنان مسبباً المزيد من الضرر. فبدلاً من ذلك، أنصح المرضى بشطف أفواههم على الفور بماء الصنبور العادي للمساعدة في إزالة الأحماض أو الشطف بغسول الفم الخالي من الكحول، والذي سيوفر حماية إضافية للأسنان ضد أحماض المعدة. كما يجب على المرضى الانتظار لمدة ساعة على الأقل بعد التطهير قبل تنظيف أسنانهم بالفرشاة.

السؤال الذي يوجهه جميع مرضى اضطرابات الطعام لأنفسهم: هل يمكنني تخطي اضطراب الطعام كلياً وتجنب جميع آثاره؟

التعافي من اضطراب الأكل ممكن، فبناءً على الحالات الواردة من المرضى والأسر والمهنيين الذين صادفتهم في مسيرتي المهنية فبإمكاني القول أن الغالبية العظمى من مرضى اضطرابات الطعام يصبحون ملتزمين بحياة صحية وتوازن وأهداف أكثر بعد لجؤهم للأطباء المختصين في حالاتهم النفسية. فأثبتت الكثير من المؤسسات الطبية والنفسية نجاحاً واضحاً في معالجة اضطرابات الأكل، وبالأخص من أصبحوا مختصين في ذلك لأعوام عديدة.

من المهم الإشارة إلى أنه يمكن لتدخل الأحباء والأصدقاء والأطباء وأخصائي طب الأسنان دور في حث المريض على البحث عن العلاج لاضطرابات الأكل. وقد يضمن الكشف المبكر عن المرض فترة تعافي أكثر سلاسة ونجاحًا للجسم والأسنان. تضمين طبيب الأسنان كعضو في فريق الرعاية الصحية قد يساهم بشكل كبير في ضمان نجاح الشفاء لكامل الجسم عند مرضى اضطرابات الطعام، وبالتالي فإن وجوده واللجوء إليه في هذه الحالات يعتبر جزء جذري ولابد من تواجده من أجل الإقرار بخطة علاجية متكاملة.

في الختام، المفتاح لمساعدة الذين يعانون من اضطراب في الأكل هو توجيههم للمساعدة المهنية المناسبة لحالتهم، وهذه هي أهم خطوة لتخطي الاضطراب. لذا أنصح الجميع ممن يعاني من هذه الأمراض أو يلاحظها في أحد أقربائه أو زملائه في العمل أو أصحابه، أن يتخذ الخطوة الأولى لمساعدتهم ونصحهم أو أخذهم للطبيب المختص حتى لا تتفاقم حالتهم ولا تصعب معالجتهم في المستقبل، فيحتاج هذا النوع من المرضى إلى عناية دقيقة ومستمرة لتخطي هذه المراحل الصعبة والرجوع إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ما بعد العلاج،  وبناء مستقبل أفضل لهم.

 

 

د. حوراء الراشد

طب وجراحة الفم والأسنان