يوم للصحة النفسية العقلية ... د.نبيل تمام

يوافق اليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من شهر أكتوبر، حيث لا يتم الاحتفاء به بالشكل المطلوب نتيجة وقوعه في شهر أكتوبر حيث يكون تركيز الناس والمؤسسات والمراكز الصحية على رفع الوعي في ما يخص سرطان الثدي، لذا خصصت مقالًا له بهدف تسليط الضوء على أهمية هذا اليوم.

انتبه الأطباء لمبدأ التوعية المجتمعية حول صحة العقل والنفس فخصصوا شهراً لتوعية الناس والمجتمع بواسطة المنظمة الأمريكية للصحة العقلية، واختاروا شهر مايو من كل عام لإقامة العديد من الفعاليات بهذا الخصوص بهدف رفع الوعي للإهتمام بالعقل والنفس، بالإضافة الى هذا اليوم العالمي في شهر أكتوبر.

ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز"، وتعتبر المنظمة أن الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيف مع حالات التوتر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.

اختلال الصحة العقلية النفسية له عدة عوامل منها بيولوجية في الجينات الوراثية، وعوامل اجتماعية نتيجة الضغوطات اليومية الروتينية، وعوامل بيئية نتيجة التمييز والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وعوامل اقتصادية نتيجة الفقر وانخفاض مستوى التعليم، وعوامل ذاتية نتيجة إتباع أنماط الحياة غير الصحية أو اعتلال الصحة البدنية.

الوصول للوعي حول الصحة العقلية النفسية كوقاية قبل استفحال الاضطرابات النفسية مطلوب من جميع الأفراد، نذكر هنا بعض الأمور أهمها: محاولة فهم الذات بهدف رفع المهارات الشخصية، محاولة الشعور بالأمان والطمأنينة والاستقرار، محاولة وضع أهداف واقعية في الحياة، الاتصال الفعّال بالمجتمع والواقع المحيط، وتكوين شخصية ثابته متزنة متوافقة مع الذات ومع الآخرين وذلك بالإستفادة من المواقف والعِبر الحياتية.

هذا العام تمثل شعار الحملة في "الرعاية الصحية النفسية للجميع"، وهذا يتطلب تكاتف الجميع أفرادًا برفع وعيهم، ومؤسسات عامة وخاصة بابتكار سبل جديدة لتقديم الرعاية النفسية للجميع.

نوجه الدعوة الصادقة للجميع بالإهتمام بالعقل والنفس والذات وخلق التوازن في حياتهم، بأي طريقة ووسيلة ممكنة.

 

 

د.نبيل تمام

استشاري وجراح أنف وأذن وحنجرة