التشخيص نصف العلاج"، هذا المثل القديم يحمل في طياته حكمة عميقة تشير إلى أهمية التفاصيل في عملية تشخيص وعلاج الأمراض والحالات الصحية، ولكن هل فكرت يومًا في أن التفاصيل التي تشاركها مع الاختصاصي الطبي قد تكون مفتاح الحل الذي تبحث عنه؟
كما أردد دائمًا للمراجعين في زياراتهم الأولى، فإن تحدثكم عن حالة ابنكم بأدق التفاصيل يعد ذو أهمية بالغة لتحقيق التشخيص الصحيح وتقديم التوصيات والعلاج المناسبين؛ ففي رحلتي المهنية، واجهت العديد من الحالات التي كان الأهل يخفون فيها بعض التفاصيل المهمة، رغبة منهم في أن يكتشفها الاختصاصي بنفسه، فقد يكون السبب وراء ذلك هو عدم الوعي بأهمية تلك التفاصيل أو ربما القلق من تقديم معلومات غير صحيحة.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن الاختصاصي المعالج ليس قارئ أفكار، إنه على الرغم من خبرته ومعرفته الواسعة في مجاله، فقد يفتقد بعض التفاصيل التي قد تكون ذات أهمية بالغة في وضع التشخيص الصحيح، وعلاوة على ذلك، كل اضطراب ومرض يحتاج لمتخصص معين لتشخيصه، فلن يتمكن الجميع من تشخيص كل الاضطرابات والأمراض التي تكون خارج مجال اختصاصهم وخبراتهم.
لذا، يجب أن تتجاوزوا الحدود وتشاركوا كل التفاصيل المتعلقة بحالة ابنكم، لا تكتموا أعراضًا مهمة، ولا تخفوا أي تغيرات تطرأ على حالته، فقد تكون تلك التفاصيل غير مهمة في نظركم، ولكنها قد تكون مفتاحًا هامًا للمساعدة في تحديد التشخيص الصحيح وتقديم العلاج الملائم.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي عليكم أن تطرحوا أي أسئلة تخطر في بالكم وتعبّروا عن أي مخاوف لديكم، لا تترددوا في طرح الأسئلة الكثيرة والاستفسار عن أي جانب غامض بالنسبة لكم، حيث يجب أن تكونوا شركاء فعّالين في عملية التشخيص والعلاج، وذلك يتطلب تفاعلًا نشطًا وتبادل مستمر للمعلومات.
في النهاية، يجب أن تدركوا أن تفاصيل حالة أبنكم ليست بلا أهمية، بل هي المفتاح الذي يساعد الاختصاصي في تحديد التشخيص الصحيح وتقديم العلاج المناسب، ولذا، يجب أن تكونوا شركاء في عملية التشخيص وتحسين جودة حياة ابنكم
مع خالص الشكر والتقدير
اخصائي النطق : سيد محمد النجار