التوحد والصرع اضطراب ومرض في آنٍ واحد ... زهراء داوود

 منذُ فترة وجيزة وأنا أتجول بين صفحات السوشال الميديا لفتت انتباهي أٌم لشاب مُصاب بالتوحد عالي الأداء، ظهرت في فيديو مُلهم جدًا تحدثت فيهِ عن كيفية التعامل مع نوبات الصرع التي يعاني منها ابنها، أدائها القوي وصلابتها ظلا راسخين في ذاكرتي إلى أن أتى ذلك اليوم المرهق لي في عملي حيثُ أنني عاينت 4 حالات توحُد مصاحبة لنوبات صرع شديدة، لهذا السبب دفعني قلمي لكتابة هذا المقال:

بدايةً، لنتحدث عن التوحد والصرع، اضطراب ومرض في آنٍ واحد! كيف ذلك؟

مرض الصرع عند الأطفال المُصابين بالتوحد يمكن أن يصل إلى 30 % ، فهناك نسبة عالية جدًا من أطفال التوحد يعانون من نوبات صرع متكررة وفي المقابل من خلال اطلاعي على بعض الأبحاث، أن الأطفال المصابين بالصرع يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب التوحد.

ولأن اضطراب التوحد هو اضطراب عصبي بيولوجي فيكون أحيانًا مصاحب لاضطرابات أخرى لها أساس عصبي مشترك مثل مشاكل الذاكرة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، كذلك يكون مصاحب لمرض الصرع لأنهُ مرض بيولوجي يصيب خلايا الدماغ.

 

  • أعراض التشجنات عند الأطفال المصابين بالتوحد:

السرحان والسكوت لمدة طويلة جدًا وفي الوقت نفسه يقوم بعمل أشياء أخرى لأن الكهرباء في دماغه تبدأ في منطقة واحدة من الدماغ وتنتشر على الدماغ كله، فيبدأ المريض بالسرحان الطويل بعدها يحرك فمه ويقوم بحركات لا إرادية ينظر تارةً يمينًا وأخرى شمالًا إلى أن تزداد الحالة إلى الرجفان وارتجاج يديه ورجليه أو أي جزء من جسمه إلى أن تحدث نوبة صرع كاملة.

   

  • تشخيص مرض الصرع عند أطفال التوحد:

الفحص الأول: فحص الرنين المغناطيسي للدماغ MRI، فتظهر صورة ندبة على الدماغ إذا كان الطفل التوحدي مصاب بالصرع.

الفحص الثاني: فحص تخطيط الدماغ EEG  ظهور زيادة في الكهرباء بالدماغ عند الأطفال المصابين بالتوحد وتكون في منطقة محددة بالدماغ تؤدي إلى شحنات زائدة وتشجنات صرعية.

 

  • وأخيراً، ما هو علاج التشنجات الصرعية عند الأطفال المصابين بالتوحد؟

علاج الصرع عند جميع أطفال التوحد عن طريق الأدوية التي تخفف نسبة التشجنات الكهربائية الزائدة في الدماغ وتوقِف التشنجات ومن المحتمل لبعض الأدوية أن تكون لها أعراض جانبية سلوكية مثل Phenobarbital  و Keppra.

 

إذا كانت حالة المصاب بالتوحد مستقرة، وفجأة تعرضت لانتكاسة بعد تناول أدوية الصرع بسبب الكهرباء الزائدة في الدماغ أدت إلى تراجع في مهارات التواصل وازدياد المشاكل السلوكية، فيتوجب اللجوء إلى الطبيب المعالج فورًا لتغيير نوع الدواء لأن في بعض الحالات تكون نوبات الصرع شديدة جدًا.

 

 

زهراء داوود

أخصائية تعديل سلوك


pdfmedical